لم يخطر على بال إبراهيم الرضيان (10 أعوام) عدم رؤية الطيور التي رباها ولعب معها، وسهر الليالي لبناء منزل صغير لها، على رغم أن والده لا يحب تربية الطيور، إلا أن إبراهيم يحب تربيتها ويمضي معظم أوقاته معها، خصوصاً أنها هدية من خالته فأصبح يسمع تغريداتها ليل نهار، ويُبقي لها من طعامه بعد انتهائه من الغداء، يقول: «أبقي لها شيئاً من «السلطة» لأنها تحب تناول الخضراوات الورقية، وأضع لها ماءً نقياً لتشرب، كما نشرب نحن ماءً صحياً، حتى تصبح جيدة ولا تتناول أي شيء ملوث». لم يتوقع إبراهيم بعد عودته من المدرسة استقبال خبر وفاتها من شقيقاته، حينما ركضن إليه وأخبروه بما حدث لها، ولم يصدقهن، وركض على الفور للقفص وتفاجأ بوجودها على الأرض من دون حراك بسبب وضعها في «حوش» المنزل، إذ تعرضت لضربة قوية من الشمس، وأحس إبراهيم بالحزن وامتنع من تناول الطعام ورؤية أسرته. يقول: «لم أتخيل يوماً عدم رؤيتها وسماع تغريداتها، ولكن خبر موتها آلمني كثيراً، خصوصاً أنني ألعب معها عندما أعود للمنزل، واليوم أتفاجأ بموتها، ومنظرها وهي لا تتحرك أشعرني بالألم في صدري، ولم أستطع مواجهة أحد من أسرتي، لذلك فضلت البقاء وحيداً في غرفتي، حتى أنني لم أتناول الطعام، لأني كنت أشعر بالمسؤولية، واعتدت على وجودها والاهتمام بها، وأشعر أنها مثل أسرتي، لذلك أفكر بعدم الذهاب للمدرسة غداً، لأن الموقف أشعرني كثيراً بالحزن، ولا أستطيع مواجهة أصدقائي، وعلى رغم أن والدي أهداني في اليوم الثاني طائر «الهدهود» إلا أنني لا أزال أشعر بالحزن لوفاة طيوري».