على الرغم من أن أعمال الترميم ضرورية لتحافظ العاصمة الإيطالية على طابعها الأثري، إلا أن السياح الذين زاروا المدينة قادمين من أنحاء العالم أجمع، أصابتهم الخيبة، لا سيما أن أحداً لم يعلمهم بهذه الأشغال. وتساءل سائح إسباني عن نافورة جافة كلها قساطل رمادية اللون يصعب على السياح أن يتصوروا أنها ليست إلا نافورة تريفي التي اشتهرت عالميا بفضل فيلم "دولتشي فيتا" لفيديريكو فيليني. وبالرغم من أعمال الترميم الجارية، يرمي بعض السياح قطعا نقدية في البركة المغلقة وفقا للتقاليد، في حين يشتكي آخرون من عدم إعلامهم بالمجريات. وبدوره صرح السائح التشيلي ريكاردو الذي يمضى إجازة مع عائلته وهو يشير بيده إلى النافورة التي صممها المهندس والنحات الإيطالي نيكولا سالفي في القرن الثامن عشر أن "هذه الأعمال تثير استياءنا، فنحن أتينا من بلد بعيد ... لزيارتها وليس في وسعنا القيام بذلك". وباتت الدليلة السياحية جولي سكوادريلي تلغي من جولتها السياحية ساحة إسبانيا مع كنيسة "ترينيتا دي مونتي" فيها لأن المشهد الوحيد الذي بات يقدم للسياح هو مشهد السقالات والأغطية البلاستيكية. وأقرت الدليلة السياحية التي تزاول مهامها منذ خمس سنوات وتجول بالعائلات والمجموعات المدرسية في وسط روما التاريخي "لم تعد مجموعاتي تريد المرور من هنا فهي تعتبر أنها تضيع وقتها أمام مبنى قيد الترميم". وأضافت "عندما يتصل السياح بي، أحرص على إخبارهم أن هذه الأعمال قيد الإجراء"، خلافاً لوكالات السفر التي لا تقدم دوما ما يلزم من معلومات. وينعكس هذا الوضع سلباً أيضاً على التجار في روما. وكشف جاني ريبوزاتي رئيس جمعية تجار منطقة نافورة تريفي عن "خسارة في الايرادات تتراوح بين 30 و 40 بالمائة، قد تدفعنا إلى إقالة بعض الموظفين أو حتى إغلاق بعض المحال". غير أن قرار تنفيذ هذه الأعمال في فصل الصيف الذي لاقى انتقاداً لاذعاً منطقي بعض الشيء بحسب جولي سكوادريلي التي أوضحت "لا شك في أن هذا الموسم مزدحم، لكن تقل فيه الرحلات المدرسية والجولات السياحية بسبب الحرارة الشديدة التي يخشاها عادة الكبار في السن". كما أن ظروف العمل في الخارج أفضل للعمال الذين لا يواجهون أمطار الربيع والشتاء الغزيرة. وأشاد جوفاني كاربونارا الخبير في أعمال الترميم في إيطاليا بالقرار الذي اتخذته سلطات روما، لا سيما أن هذه الأعمال ممولة من ماركات كبيرة، مثل "تودز" للكولوسيوم و"فاندي" لنافورة تريفي و"بولغاري" لساحة إسبانيا. لكن الخبير أقر بحصول اخطاء قائلاً "في روما، برز ميل احياناً الى الافراط في الترميم خلال السنوات الاخيرة من جراء فعاليات كبيرة، مثل يوبيل العام 2000 ودورة العام 1990 من كأس العالم لكرة القدم، ما حرم بعض المواقع الأخرى المهمة من الترميم". غير أن أعمال الترميم المتواصلة في الكولوسيوم لم تثن وفود السياح من زيارته.