ستخضع نافورة تريفي، تحفة الفن الباروكي التي اشتهرت خصوصاً في فيلم «دولتشي فيتا» للمخرج فديريكو فيلليني، لعملية ترميم كلفتها 2,12 مليون يورو، تمولها دار الأزياء الشهيرة «فندي» في روما، ساعيةً إلى تقديم مثال على رعاية الفن والتراث في العاصمة الإيطالية. وصرّح رئيس بلدية روما، جاني اليمانو، خلال مؤتمر في متحف «كابيتول» في حضور مصمم الأزياء الألماني كارل لاغرفيلد وسيلفيا فينتوريني فندي، وهما المدير الفني ومديرة الابتكارات في الدار، بأن «ترميم نافورة تريفي مثال على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص». وشدد على أنه، في مواجهة الأزمة، «ثمة حاجة إلى أعمال جديدة من هذا النوع»، مبدياً رغبته في إعادة النافورة إلى سابق عهدها. وكانت النافورة شكلت ديكوراً لمشهد شهير في فيلم «دولتشي فيتا» (1960)، عندما رمت آنيتا ايكبرغ، المرتدية فستاناً أسود ضيقاً، نفسها في المياه أمام مارتشيلو ماستروياني المذهول. النافورة التي يتقاطر إليها السياح بأعداد كبيرة، ليرموا القطع النقدية أملاً في تحقيق أمانيهم، تبدو في وضع سيء. نفّذت بين عامي 1732 و1762 على أساس مشروع للمعماري نيكولا سالفي، وستخضع لعملية تجديد شاملة، من تنظيف وترميم للمنحوتات الحجرية والرخامية وإصلاح طبقة الرصاص في الإفريز، ونصب نظام جديد للمراقبة بالكاميرات. وإذ ستتكفل دار «فندي» بالنفقات كاملة، سيوضع شعارها، بحجم صغير، على لوحة الورشة، على أن تستفيد أيضاً من لوحة شكر صغيرة توضع على النصب لمدة أربع سنوات. ويؤكد كارل لاغرفيلد أنه أتى أكثر من 700 مرة إلى روما كان أولها في الخمسينات مع والديه، ويقول: «إنها فكرة رائعة ومشروع كبير، فالنافورة رمز لروما، تماماً مثل الكولوسيوم وساحة القديس بطرس». ويتعاون لاغرفيلد منذ عام 1965 مع دار «فندي» المعروفة بسلعها المصنوعة من الجلد والفرو وحقائب «باغيت». أسس الدار عام 1925 ادواردو واديل فندي، وباتت منتشرة في نحو ستين بلداً. ويتوقع أن تستمر الأعمال 20 شهراً، على أن تنتهي في موعد أقصاه 2015، إلا إذا لاقت النافورة مصير الكولوسيوم الذي لم تنطلق أعمال ترميمه حتى الآن، في حين كان يفترض أن تنطلق في آذار (مارس) 2012. وهذه الأعمال التي يمولها، بمبلغ 25 مليون يورو، صاحب دار الأحذية الإيطالية «تودز»، معطلة بسبب لجوء شركة خسرت استدراج العروض إلى القضاء. وقال رئيس بلدية روما إن «الكولوسيوم شكّل حقل تجارب لإحياء الرعاية الثقافية»، معرباً عن أمله في اللجوء أكثر فأكثر إلى هذا النوع من الرعاية، لترميم إرث المدينة الغني، خصوصاً أن بلديتها تعاني ضائقة مالية. وهذه الدعوة للاستعانة بالقطاع الخاص لا تصدم لاغرفيلد الذي يقول: «شعاري في الحياة هو: مَن يملك المال يدفع، بكل بساطة. قطاع الموضة محظوظ لأنه يمتلك الأموال لأن الأعمال ممتازة، وأكثر من أي وقت مضى، وعلى روما أن تستفيد!». وسيستغل مصمم الأزياء الفرصة لإصدار كتاب عن نوافير روما، مستخدماً أسلوب «التصوير الداغري» الذي وضعه لوي داغير عام 1837. وفي إطار مبادرة «فندي فور فاونتينز»، وقعت دار «فندي» اتفاق رعاية مع بلدية روما، تتعهد بموجبه، إلى جانب ترميم نافورة تريفي، تمويل ترميم «النوافير الأربع»، وهي مجموعة ضخمة أسدل عليها التلوث ستاراً أسود وتقع في القصر الجمهوري، وذلك بكلفة 320 ألف يورو.