يايلاداغي (تركيا) - أ ف ب، رويترز - زار موفد الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان أمس مخيماً للاجئين السوريين على الحدود بين تركيا وسورية حيث استقبله مئات اللاجئين الذين احتجوا على النظام السوري. وجاءت زيارة انان مع انتهاء المهلة لانسحاب القوات السورية النظامية من المدن. إلا ان القوات السورية كانت ما زالت منتشرة امس في المدن والاحياء السورية. وطالبت دمشق بضمانات مكتوبة تتضمن وقف المعارضة للقتال وتسليم اسلحتها كي تقوم هي بسحب الجيش من المدن. إلا انه وفي مؤشر على رفض انان لأية شروط جديدة او مسبقة، قال المبعوث الاممي العربي في مؤتمر صحافي عقب زيارته إلى مخيم يايلاداغي في هاتاي «إن العنف يجب ان يتوقف في سورية فوراً ومن دون شروط مسبقة»، وإن خطة السلام التي ترعاها الأممالمتحدة ما زالت مطروحة. وقال انان في المطار في اقليم هاتاي في جنوب تركيا بعد زيارته مخيمات للاجئين السوريين «في شأن نجاح أو فشل الخطة... أعتقد أن من السابق لأوانه قول إن الخطة فشلت. الخطة ما زالت مطروحة على الطاولة». وأوضح أنان ان لديه معلومات عن أن الجيش السوري ينسحب من بعض المناطق، لكنه ينتقل إلى أخرى لم تكن مستهدفة من قبل. ودعا الطرفين إلى وقف العنف. وتابع للصحافيين «أنشد كل الأطراف، وبالدرجة الأولى الحكومة السورية وقف القتال». واعتبر أنه لمصلحة سورية ألا تكون هناك شروط لوقف اعمال العنف. وأكد المبعوث مجدداً ضرورة وقف العمليات العسكرية وأن تعود القوات إلى ثكناتها. واحيطت زيارة انان بإجراءات امنية مشددة بعد اصابة ستة سوريين في اطلاق نار من القوات النظامية على الاراضي التركية اول من امس. ولدى وصول انان الى يايلاداغي اول مخيم تجري اقامته لايواء اللاجئين السوريين في نيسان (ابريل) الماضي، استقبله مئات اللاجئين وهم يحملون اعلام سورية ما قبل حكم البعث، اضافة الى الاعلام التركية باللونين الاحمر والابيض. وكتب على احدى اللافتات التي حملها عشرات اللاجئين سمح لهم بالخروج من المخيم قبل وصول انان «الاسد+روسيا=مجزرة». ووصل انان الى المخيم بعد عملية مراقبة جوية للحدود قامت بها مروحية. وانتشرت القوات شبه العسكرية وقوات مكافحة الشغب والشرطة الخاصة لتأمين الحماية لانان، فيما وقفت عربة مدرعة امام المخيم المحصن. ويأوي مخيم يايلاداغي الذي كان في السابق مخزناً للتبغ على بعد خمسة كيلومترات من الحدود، نحو 2700 سوري موقتاً الى حين ارسالهم الى مخيمات اخرى في محافظتين مجاورتين. وتأتي زيارة انان في اعقاب دعوة له من وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بعد تزايد اعداد السوريين الذين وصلوا الى الحدود التركية خلال الايام الماضية. وقال اوغلو في دعوته الاسبوع الماضي ان على انان ان يرى بعينه التطورات على الارض. وبعد تركيا سيتوجه انان إلى إيران لبحث الملف السوري ايضاً. وتأوي تركيا التي كانت حليفاً للنظام السوري وتحولت الى اكبر منتقديه، نحو 25 الف سوري في مخيمات اقيمت في ثلاث محافظات، وهي العملية التي وصفها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان انها مكلفة. وقال اردوغان «انفقنا 150 مليون دولار (114 مليون يورو) .. ماذا نفعل إذا وصل عدد اللاجئين 100 الف لاجئ»، داعياً المجتمع الدولي الى مساعدة تركيا في ايواء السوريين.