تشبه بعض قنوات فضائية وصحف ومواقع إلكترونية جنود قوات خاصة في جيوش محترفة، من جانب القدرة على التمويه بوجوه ملونة تشبه البيئة المحيطة، مختفين تحت الأغصان أو الرمال، ثم حين تأتي اللحظة الحاسمة، لحظة صدور الأمر، يكون الهجوم، تتبدل الوجوه وتتطاير أغصان وحفنات رمل، لتظهر أسلحة ولسان حداد. لاحظنا ذلك في قنوات وصحف يملكها كويتيون، استغلت أحداث البحرين للهجوم على السعودية واختزلت قوات درع الجزيرة «بالسعودية»، فكان عنوان واحدة منها «اجتياح القوات السعودية للبحرين»، وكأنها خلعت شرعية حكومة البحرين التي طلبت التدخل وفق اتفاقيات. الحكومة الكويتية أظهرت عجزها ولم تفعل شيئاً، على رغم إعلان اكتشاف شبكات تجسس إيرانية في الكويت وإبعاد «ديبلوماسيين» إيرانيين. بقي الهجوم الإعلامي الكويتي «الخاص» على حاله، ويتوقع مع تهدئة سينثرها وفد ديبلوماسي من طهران وصل للكويت أمس أن تهدأ الهجمة الإعلامية إلى حين، فالنفس الإيراني طويل. لا بد أن نحترم السياسة الإيرانية لأن لديها رؤية استراتيجية واضحة لما تريد وكيف تتحصل عليه مع قدرة على التوظيف. اشترت إيران حزمة كاملة للبث الفضائي من عربسات منذ مدة، والشراء لطول عمر القمر الاصطناعي «10 إلى 12 سنة»، والحزمة هي التي تغطي إيران وأجزاء من دول الخليج العربي، وحين نبهت عربسات، متأخراً- إلى الأخطار التي أحدثتها «حسن إدارتها» ، وتلاعب قنوات إيرانية أو متعاطفة مع سياسة طهران قيدتها اتفاقية الشراء، ثم دخلت إيران من النافذة من خلال مستثمر كويتي، استأجر الأخير من عربسات وقام بالتأجير لإيران. في العلم أن عربسات شركة تدار في شكل تجاري بحت، وعلى رغم أنها مملوكة لدول عربية بحصة أكبر للسعودية، إلا أن قنوات فيها سمحت وتسمح بمرور سموم اجتماعية وتالياً سياسية، واللوم في تقديري يقع على الإدارة. في العمل الإعلامي لا يمكن استبعاد قضايا جوهرية واحتمالات مستقبلية في منطقة تشهد صراعات لها تاريخ طويل. في المقابل، تصطف قنوات فضائية مملوكة لقطاع خاص سعودي، قنعت بالتجاري تحت بند الترفيه...! من «الشكشكة إلى النطنطة»، ولست مع الإعلام الموجه ولا المتخشب على الإطلاق، إلا أني لست مع إعلام رخو لا يبحث سوى عن المال وما يجذبه، من دون تقدير للتبعات. صحيح أن الأقمار متعددة ولإيران منافذ أخرى «أربعة أقمار عالمية تتواجد فيها»، لكن لا بد من الاستفادة من أخطاء مركبة لعربسات، والتفكير بإنشاء أقمار سعودية ولا أقول «دول مجلس تعاونية»، حتى لا يأتي أحد من النافذة كما فعل المستثمر الكويتي، أو كما كتب رجل الأعمال ناصر الخرافي ممتدحاً أمين حزب الله اللبناني ومنتقداً منتقديه، مع أن أبرزهم هي الحكومة البحرينية لتدخله في شؤونها الداخلية! لقد ثبت أن رأس المال ليس جباناً فقط بل مخيف ومتلون! www.asuwayed.com