وجه وزير شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع نداء عاجلاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومؤسسات حقوق الإنسان كافة «لإنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام منذ 42 يوماً متواصلاً احتجاجاً على اعتقالهم الإداري التعسفي». وطالب قراقع في اختتام أعمال مؤتمر دولي عقد في جنيف تحت رعاية الأممالمتحدة في شأن أوضاع الأسرى في السجون الإسرائيلية، ب «الوقوف الجاد لإلغاء سياسة الاعتقال الإداري من التشريعات الإسرائيلية، والتي تستخدم بطريقة انتقامية من الأسرى وتستهتر بحقوقهم الإنسانية وتخالف معايير العدالة الدولية في الاعتقال والمحاكمة». ولفت إلى حال الأسيرين بلال ذياب من مدينة جنين شمال الضفة الغربية وثائر حلاحلة من مدينة الخليل جنوب الضفة اللذين «نُقلا إلى مستشفى الرملة الإسرائيلي بعد تردي وضعهما الصحي بسبب الإضراب» المفتوح عن الطعام، وإلى «عزل عدد من الأسرى المضربين الآخرين». وعن إبعاد سلطات الاحتلال الأسيرة هناء شلبي قسرياً إلى قطاع غزة، نفى قراقع تدخل السلطة الفلسطينية في «إبعادها» بعدما خاضت إضراباً مفتوحاً عن الطعام استمر 44 يوماً، وقال: «إننا منذ البداية ضد سياسة إبعاد أي أسير عن مكان سكنه أو خارج الوطن، ولا نقبل بأن نشرع سياسة الإبعاد، وهي جريمة من جرائم الحرب». وأضاف أن «شلبي اتخذت قراراً شخصياً محضاً في شأن إبعادها إلى القطاع وفي ظروف صحية سيئة وضاغطة من الجانب الإسرائيلي». ودعا رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس خلال اجتماع جنيف إلى «بناء تكتل دولي للمنظمات الأهلية انتصاراً للعدالة لأن إسرائيل باتت في سلوكها تمثل تهديداً للسلم الدولي». وأشار إلى «استعداد المنظمات الأهلية الفلسطينية للتعاون في كل ما من شأنه فضح ممارسات إسرائيل تجاه أبناء الشعب الفلسطيني والأسرى، وممارسة ضغط أخلاقي على إسرائيل لتكف من جرائمها». كما دعا إلى أن يكون «يوم الأسير الفلسطيني» الذي يصادف 17 نيسان (أبريل) من كل عام «يوماً عالمياً للأسير الفلسطيني». وشدد الممثل الدائم لفلسطين في الأممالمتحدة رياض منصور على أهمية «خلق حال من التعاون بين المؤسسات الأهلية الفلسطينية لأن من شأن ذلك أن يعزز فرص الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلعاته للحرية والاستقلال». شلبي في اعتصام الأسرى إلى ذلك، استقبلت أمهات الأسرى بترحاب بالغ وعناق، شلبي التي شاركت أمس في اعتصام دأب ذوو الأسرى على تنظيمه أمام مقر الصليب الأحمر في مدينة غزة يوم الإثنين من كل أسبوع. وقالت أمام المعتصمين من ذوي الأسرى وقادة فصائل العمل الوطني والإسلامي ومتضامنين مصريين، إنها «فخورة» بوقوفها أمامهم «بعدما منّ الله عليها بالحرية والإعتاق من قيد السجن وعذاباته». وأضافت: «أقف اليوم أمامكم وكلي اعتزاز بكم وبوقفتكم المساندة لمعركتي العادلة ضد الاعتقال الإداري الذي يحاول الاحتلال من خلاله كسر إرادتنا وتغييبنا وراء القضبان بعيداً من ساحة الاشتباك معه دفاعاً عن أنفسنا وأرضنا». وزادت: «أراد الاحتلال أن يقهرنا بالاعتقال الإداري، لكننا قهرناه بالإرادة والصمود، وقررنا أن نكون في مواجهته وأن نقلب الطاولة في وجهه، لنؤدي دورنا ورسالتنا إلى جانب كل أبناء شعبنا في كل ساحات الوطن». وتابعت: «أقف على أرض غزة الأبية الصامدة في وجه الحصار وآلة القتل والدمار، وأقول لكم بكل ثقة لقد انتقلت من ساحة اشتباك ومواجهة إلى أخرى، فغزة كما تعلمون ليست مكاناً للرفاهية والاستجمام، بل هي قلعة للنضال والتحرير». وشددت على أن قدومها إلى غزة لم يكن باختيارها، وقالت إن «واقع الأسر والعذاب والوحدة مرير وقاس، فجاء انتقالي إلى أرض غزة العزيزة بين أهلي وشعبي لأواصل أداء رسالتي كابنة لشعب يناضل من أجل استرداد حقوقه». وخاطبت شلبي الأسرى «لينا الجربوني وورود قاسم وثائر حلاحلة وبلال ذياب وجعفر عز الدين وبسام السعدي وحسن الصفدي ومراد ملايشة وأحمد الحاج علي ومحمود السرسك والأسرى المصريين الثلاثة الذين يخوضون الآن إضراباً مفتوحاً وكل الأسرى الأبطال»، قائلة: «لا طعم للحرية من دونكم ولا انتصار قبل حريتكم». وقال عضو المكتب السياسي لحركة «الجهاد الإسلامي» الشيخ نافذ عزام إن «قضية الأسرى باتت قضية مفتوحة تماماً، وبات العالم كله يتابع ما يجري حولها»، مشيراً إلى أنها «جزء من هذا الصراع، ودفع الشعب الفلسطيني أثماناً باهظة من أسرى ونفي وشهادة ومعاناة مستمرة». واعتبر أن «هناك تغييراً لمصلحتنا، والأمور لم تعد كالسابق». ورأى أن الاحتلال «يعيش حالاً من الارتباك، والأسرى على رغم الحال الصعبة التي يعيشونها يتحكمون ويفرضون على إسرائيل المواقف والسياسات». وطالب منسق لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية عطية بسيوني المجتمع الدولي والأممالمتحدة والصليب الأحمر ب «حماية الأسرى»، وحض الجهات المعنية على العمل على «محاكمة قادة الاحتلال لارتكابهم جرائم حرب في حق الأسرى والشعب الفلسطيني». إلى ذلك، حض وزير الشباب والرياضة في الحكومة التي تقودها «حماس» في غزة محمد المدهون على أن يكون «يوم الأسير الفلسطيني» يوماً «للخروج في مسيرات جماهيرية حاشدة للتضامن مع كل الأسرى، ورفضاً للاعتقال الإداري وسياسة الاحتلال تجاههم». ودعا فصائل المقاومة إلى «العمل على خطف جنود إسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين».