وصلت الأسيرة هناء شلبي (30 عاماً) إلى قطاع غزة أمس في إطار صفقة تم التوصل إليها أخيراً مع السلطات الإسرائيلية تتضمن نقلها إلى القطاع لمدة ثلاث سنوات في مقابل وقف إضرابها المفتوح عن الطعام الذي استمر 44 يوماً. وكان في استقبال شلبي المئات من قادة حركة «الجهاد الإسلامي» وناشطيها، قبل أن تنقل فوراً إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة لإجراء فحوص طبية لها، خصوصاً أنها فكت الخميس الماضي إضرابها المفتوح عن الطعام بعد 44 يوماً على خوضه. وقال مصدر مسؤول في «الجهاد» ل «الحياة» قبل وصول شلبي إلى القطاع، إن «الحركة وضعت كل الترتيبات اللازمة لاستقبالها وتوفير سكن ملائم لها». وأضاف أنها «ستكون في رعاية الحركة ومتابعة دائرة العمل النسائي، وبرفقة مسؤولة الدائرة». ولفت إلى أنه تم التنسيق مع وزارة الصحة في الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في غزة «لنقل شلبي إلى مستشفى الشفاء فور وصولها إلى القطاع حيث ستخضع لمعاينة طبية شاملة بإشراف طاقم من الاستشاريين الأكفاء قد تستغرق أياماً». وكانت شلبي، وهي من قرية بُرقين قضاء جنين شمال الضفة الغربية، خاضت إضراباً عن الطعام للتعبير عن رفضها اعتقالها إدارياً، ورفض أساليب التعذيب والقمع التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد نحو خمسة آلاف معتقل فلسطيني. وكشفت مصادر في وزارة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية صباح أمس، أن إسرائيل «ستبعد الأسيرة شلبي إلى القطاع خلال الساعات القليلة المقبلة» ولن تسمح لها بلقاء والديها أو أي من أهلها قبل إبعادها. وجدد يحيى الشلبي والد الأسيرة هناء «رفضه القاطع قرار إبعاد ابنته إلى قطاع غزة»، وقال في تصريح: «نرفض ونرفض ونرفض جملة وتفصيلاً هذا الحل»، معتبراً أن «المسؤولية الكاملة تقع على عاتق مسؤول الدائرة القانونية في نادي الأسير الفلسطيني المحامي جواد بولص»، محملاً إياه المسؤولية عن «أي ضرر يقع على ابنته أو إبعادها». ورأى أن ابنته بعد هذا الإضراب الطويل «لا تستطيع أخذ مثل هذا القرار وهي غير قادرة على الكلام»، علماً أن شلبي رفضت سابقاً عروضاً لإبعادها إلى القطاع. وكانت شلبي وجّهت أثناء زيارة بولص لها في مستشفى سجن الرملة قبل ساعات قليلة من إبعادها، رسالة طالبت خلالها أهلها والشعب الفلسطيني ب «تفهّم» قرارها الموافقة على إبعادها (نقل قسري بموجب القانون الدولي) إلى القطاع. وقالت: «أهلي الكرام وأبناء شعبي وجميع أحرار العالم، أشكر لكم جهودكم وأقدر كل ما قمتم به من أجلي وأجل الأسرى، وأتمنى عليكم أن تتفهموا موقفي وقراري الذي كان حراً، وهذا ليس ضعفاً مني، إذ أضربت 44 يوماً، وخسرت من وزني 20 كليوغراماً، وكان كل همي أن أكمل الطريق التي فتحها أخي المناضل خضر عدنان، وبعدما اطمأننت بأن إخواني الأسرى ماضون على هذا الطريق كما يفعل بلال ذياب وثائر حلاحلة وآخرون، وبعدما تدهورت صحتي في شكل خطير وبدأت أنزف». وأضافت: «اخترت أن أُنقل إلى غزة وهي نصف الوطن وأن أكون بين أهلي وشعبي لمدة ثلاث سنوات، وبعدها سأعود إلى بلدتي في جنين وإلى أهلي، ورجائي أن تحترموا قراري وأن نستمر معاً في دعم أولئك الذين يخوضون معركتهم كل من موقعه من أجل الوطن والأسرى».