أحدث قرار الإخوان المسلمين الدفع برجل الأعمال النائب الأول للجماعة خيرت الشاطر في الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر انقلابا في السباق على كرسي الرئاسة، كما أحدث زلزالا بالأوساط السياسية المصرية، وردود فعل غاضبة من بعض مرشحي الرئاسة المنتمين للتيار الإسلامي، الذين عدوا ترشيح الشاطر للرئاسة، يمثل تحولًا دراماتيكيا في مواقف الجماعة، وتراجعًا مفاجئا عن تعهداتها السابقة بعدم خوض غمار المنافسة على منصب الرئيس. كما تسبب هذا القرار في حدوث بوادر انقسام داخل الإخوان ظهرت معالمها بإعلان القيادي البارز في الجماعة كمال الهلباوي استقالته. الهلباوي: القرار يفقد الجماعة مصداقيتها أعلن المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين، في أوروبا، الدكتور كمال الهلباوي، استقالته من الجماعة، وحث جميع أعضاء الإخوان على عدم المشاركة فيما سماه ب»الفساد». وقال الهلباوي «أتمنى من الشباب عدم التورط في التردد والفساد والتخبط داخل الجماعة». وشدد «الهلباوي» على أن هذا القرار يفقد الجماعة مصداقيتها، وأضاف:»وهذا يعرضها للخطر»، مؤكدا أن «الإخوان أصبحوا يكذبون، وقاموا باتباع أسلوب (الحزب الوطني المنحل)». وأكد «الهلباوي» أن هناك صفقات تمت بين الجماعة والمجلس العسكري قائلاً: «أعتقد الآن أن هناك صفقات بين الجماعة والعسكري وليست صفقة واحدة». نوح: الترشيح باطل وصف القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين المحامي مختار نوح، قرار مجلس شورى الجماعة بترشيح الشاطر بأنه باطل، لأن المعينين في المجلس لا يصوتون، وأن القرارات المهمة تحتاج لتصويت 70% عليها أي ثلثي الأصوات. وقال نوح «إن قرار جماعة الإخوان يفرق ولا يجمع»، موضحا أنه سيؤدى إلى مزيد من التفريق بين الأصوات التي تدعم التيار الإسلامي، مؤكدا أن ترشح خيرت الشاطر للرئاسة سيجعل كل المرشحين الإسلاميين مؤهلين للسقوط، مشيرا إلى أن هذا القرار غير واضح لحكمة معينة. وأكد القيادي السابق في الإخوان أن عدول الجماعة عن عدم ترشح أحد للرئاسة يتطلب من الجماعة الاعتذار للدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، الذى تم فصله من الجماعة بسبب قرار ترشحه خوض سباق انتخابات الرئاسة، لافتا إلى أن «أبو الفتوح» لديه من الإمكانيات الإدارية التي يمتلكها خيرت الشاطر. حبيب: الترشيح ورقة ضغط رأى النائب الأول للمرشد العام للإخوان السابق الدكتور محمد حبيب أن ترشيح الشاطر رئيسا لمصر ما هو إلا ورقة ضغط على المجلس العسكري حتى يقيل حكومة كمال الجنزوري. وأضاف أن قضية رد الاعتبار الخاصة بالشاطر، التي عرفت بقضية «ميليشيات الأزهر» لاتزال قيد النظر داخل المحكمة العسكرية حتى بعد خروجه بالعفو الصحي. وأشار محمد حبيب إلى أن موقف الجماعة من ترشيح الشاطر للرئاسة يفقدها مصداقيتها أمام الرأي العام، معربا عن أنه لو كانت رغبة الجماعة في مرشح ذي خلفية إسلامية وليس ضمن تنظيم فلماذا لم يدعموا عبدالمنعم أبوالفتوح؟ موضحا أن مرحلة الدفع بالشاطر لا شك أنها ورقة كبيرة وتمثل ضوءا أخضر للمجلس العسكري بعقد صفقة تكون نتائجها إقالة الحكومة أو رد اعتبار الشاطر حتى يتسنى له الترشح للرئاسة. وفسر حبيب موقف الإخوان من ترشح أبوالفتوح بأنه أحدث بداخلها قلقاً وإحراجا كبيرا لأنها تبنت موقف عدم ترشيح أحد للرئاسة وهو خرج عنهم ورشح نفسه وحتى تخرج الجماعة من هذا الحرج وتقضي على هذا القلق رشحت الشاطر، ولكن هذا سيخصم من رصيد عبدالمنعم وحازم أبو إسماعيل. العوا: مبررات الإخوان ليست مقنعة نفى المرشح لرئاسة الجمهورية الدكتور محمد سليم العوا انسحابه من سباق الرئاسة وتنازله لصالح الشاطر، وقال «سأتقدم بأوراق ترشحي رسميًا الخميس المقبل». وأضاف العوا كلام الإخوان لا يسوغ الدخول لسباق الرئاسة، والمبررات ليست مقنعة بدخول السباق بمرشح الإخوان، وأنا لدي مشروع أيضًا حضاري إسلامي. والخلاف مع الجنزوري ليس سبباً للدخول في السباق»، لكنه في الوقت نفسه، أشار إلى أن «هذه الخطوة ستفتت الأصوات بشكل هائل وستحدث فجوة لا نعرف آثارها السياسية». سلطان:الهدف مزيد من شق الصف قال نائب رئيس حزب الوسط وعضو مجلس الشعب عصام سلطان، إن قرار الإخوان الدفع بالشاطر كمرشح لرئاسة الجمهورية، ليس له أي فائدة لا للجماعة ولا الوطن، مشيرا إلى أن هدف الجماعة من هذا القرار هو المزيد من شق الصف واستعداء القوى السياسية. قال رئيس حزب غد الثورة، والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، الدكتور أيمن نور إن بورصة الرئاسة انقلبت بترشيح جماعة الإخوان المسلمين للمهندس خيرت الشاطر للرئاسة، مؤكداً أن الكرة مازالت في منتصف الملعب. محمد مرسي