يبدو أن الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من قطاع غزة هو السيناريو المرجح لنهاية الحرب على القطاع بعد فشل المحاولات الدولية والإقليمية للتوصل إلى اتفاق لوقف النار يعيد إحياء الهدنة بين غزة وإسرائيل. وقال مسؤولون في حركة «حماس» إن الاتصالات واللقاءات لم تسفر عن توفير ضمانات لإنهاء الحصار وإطلاق الأسرى المحررين الذين أعيد اعتقالهم، وان فصائل المقاومة في غزة لن تقبل بوقف نار لا يحقق هذه المطالب. وقال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق إن المقاومة لن تقبل بتهدئة لا تستجيب مطالبها، مضيفاً: «مطالبنا هي مطالب شعبنا، ومطالب أهل غزة هي رفع الحصار. كل مواطن في غزة يعاني من حصار قاهر، وآن الأوان لرفعه». وتابع: «نشاهد الناس في غزة تقف على انقاض بيوتها وتهتف للمقاومة مطالبة بالرد على هذه الجرائم». ورفضت إسرائيل اقتراحات أميركية لتوفير ضمانات كافية بأن تؤدي المفاوضات اللاحقة للتهدئة إلى إنهاء الحصار المستمر منذ سبع سنوات على قطاع غزة. ويقول مراقبون في إسرائيل إن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لن يوافق على أي مطلب من مطالب «حماس» لأنه يعتبر ذلك بمثابة نصر للحركة في هذه الحرب. ويرجح هؤلاء أن يقدم نتانياهو في نهاية هذا العدوان على الإعلان عن انتهاء العملية العسكرية في غزة والانسحاب من جانب واحد إلى الحدود، محملاً «حماس» المسؤولية عن هجمات تتعرض إليها الدولة العبرية. ويتوقع العديد من المراقبين في إسرائيل أن يقدم نتانياهو على الإعلان عن وقف النار من جانب واحد بعد أن تفرغ قوته من هدم الأنفاق الحدودية. ويقول مسؤولون في «حماس» إنهم يرجحون هذا السيناريو، مؤكدين أنهم لن يقبلوا بالعودة إلى قواعد التهدئة القديمة ما لم يتم رفع الحصار. وقال الرشق: «في كلا الحالتين نحن منتصرون، إذا انسحب نتانياهو من طرف واحد فهو إقرار بالهزيمة، وإذا وافق على تهدئة مع رفع الحصار فهو أيضاً اعتراف بالهزيمة أمام المقاومة». وأمام تعثر الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل لإنهاء العدوان على غزة بدأ الرئيس محمود عباس زيارات واتصالات إقليمية بحثاً عن مخرج. وغادر عباس أمس إلى المملكة العربية السعودية للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لبحث سبل إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد إن كل التحركات السابقة لم ينجح في التوصل إلى حل، وإن المبادرة المصرية ما زالت هي المبادرة الوحيدة على طاولة البحث. وقال إن «على حماس التعامل مع مصر لأنه لن يكون هناك وقف للنار من دون مصر بحكم الجغرافيا والسياسة والتاريخ». ويستهدف الجيش الإسرائيلي المدنيين الفلسطينيين للضغط على المقاومة الفلسطينية لدفعها إلى قبول وقف للنار من دون شروط. لكن «حماس» تقول إنها ستواصل القتال إلى أن يجري رفع الحصار عن غزة، معتبرة استهداف المدنيين جريمة حرب إسرائيلية، وان على المجتمع الدولي مسؤولية التحرك لوقفها ومحاسبة مرتكبيها. وقال الرشق: «الاحتلال يعجز عن مواجهة المقاومة، فيستهدف المدنيين العزل، والعالم يشاهد المجازر التي يرتكبها الاحتلال في غزة، وعليه أن يتحرك». وأضاف: «كل شعوب العالم يخرج للاحتجاج على هذه المجازر، وتطالب حكومات بلاده التدخل ولجم ومقاطعة الاحتلال». وأضاف: «المقاومة لا تنكسر، المقاومة تمثل الشعب وتقاتل دفاعاً عنه إلى أن يحقق أهدافه».