سادت التهدئة صباح أمس الخميس في قطاع غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مساء الأربعاء بين إسرائيل وحماس بعد أسبوع من المواجهة المسلحة التي أوقعت 155 قتيلا فلسطينيا وخمسة إسرائيليين, واعتبر قادة الفصائل الفلسطينية أن تحقيق التهدئة مع إسرائيل بضمانة مصرية ودولية يُعتبر نصراً تاريخياً للمقاومة الفلسطينية معبرين عن فخرهم بصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته التي أثبت قدرتها على ردع الاحتلال ؛ تباينت ردود الفعل في الحلبة الحزبية في إسرائيل على اتفاق وقف إطلاق النار. وبينما قال زعيم المعارضة الإسرائيلية « الجنرال شاؤول موفاز، في تعقيبه على اتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة وإسرائيل ::» إن الفلسطينيين انتصروا في هذه الجولة وإسرائيل الخاسر الأكبر وأن حماس انتصرت في هذه الجولة وإسرائيل هي الخاسر الأكبر وأنها لم تستعد قوة الردع ولم تحسم المعركة ؛ عبرت رئيسة حزب ميرتس اليساري الإسرائيلي « زهافا غالؤون» عن ترحيبها بوقف إطلاق النار وقالت :» إن الحوار وحده كفيل بتحقيق الهدوء» . بدوره قال الرئيس الجديد لحزب البيت اليهودي « نفتالي بينت» للإذاعة الإسرائيلية: «إن وقف إطلاق النار خيّب آمال مواطني إسرائيل لكنه أضاف أننا سنحقق الانتصار على حماس وسنزيل تهديد صواريخها موضحا أن هذا لم يحصل الآن ولكنه سيحصل قريباً.. كما رأى النائب في الكنيست الإسرائيلي» دوف حنين» من الجبهة الديمقراطية للسلام « أنه لا يوجد حل عسكري وأن الحوار والتسوية هما الخيار الوحيد» . إلى ذلك أعلن كل من عضوي الكنيست الإسرائيلي عن اليمين «ميخائيل بن اري» و»ارييه الداد» أن وقف إطلاق النار بمثابة رفع الراية البيضاء أمام حماس. وأضافا، أنه بدلاً من السماح للجيش الإسرائيلي بالعمل على تدمير حماس، خرجت حكومة نتنياهو من هذه الحملة وهي تجر ذيول الخزي والعار، ودون تحقيق أي هدف من أهداف العملية العسكرية التي خرجت إليها، مطالبين نتنياهو بضرورة الاستقالة. وكتبت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليمينية، في تعليقها على إعلان وقف إطلاق النار، أن الإسرائيليين تلقوا الخبر بمرارة، وهم يشعرون أنه تم إنهاء العملية العسكرية دون تحقيق أي انجاز حقيقي، بل على العكس أبدت فصائل المقاومة الفلسطينية قدرات على إطلاق الصواريخ حتى تل أبيب والقدس، بينما إسرائيل لم تنجح في وقف الصواريخ التي أطلقت بشكل متواصل طيلة أيام العملية. وحسب تلك الوسائل، أن إسرائيل» خضعت لاشتراطات الفصائل، وستوقف سياسة الاغتيالات وسترفع الحصار عن غزة، مقابل وقف الفصائل لإطلاق النار، الذي دخل حيز التطبيق الساعة التاسعة من مساء الأربعاء برعاية أمريكية وبضمانة مصرية . من ناحيته قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ، بنيامين نتنياهو :» إن وقف إطلاق النار بغزة «يتيح الفرصة لتحقيق استقرار الوضع والاطمئنان». وأضاف المكتب في بيان له مساء أول أمس الأربعاء عقب الإعلان عن التوصل لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل: «كان لا بد من إبداء قوة أكبر من قبل»، مشيرًا إلى أن نتنياهو «أكد أن إسرائيل سوف تتخذ كل الخطوات اللازمة للدفاع عن سكانها». بدوره قال وزير الحرب الإسرائيلي، ايهود باراك بعد الإعلان عن اتفاق وقف النار: «أنه يتوقع أن يكون وقف النار متبادل مع حماس والجهاد الإسلامي، و أضاف: «في هذه العملية اغتلنا رئيس أركان حماس في غزة ، أحمد الجعبري والعشرات من قادة الفصائل و قتلنا 130 فلسطينياً وجرحنا 900 آخرين، متبجحاً بأن سلاح الجو قام بمئات الغارات الجوية التي تم من خلالها تدمير مكاتب ووزارات حكومة حماس في غزة». و أشار باراك إلى أن الفصائل أطلقت من غزة 1400 صاروخ على إسرائيل أسقطنا من بينها 400 صاروخ بفضل القبة الفولاذية. و قال باراك:» سأعمل وفقا لخطة طوارئ تمتد لسنوات من أجل نشر المزيد من القبب الفولاذية لتغطي كل إسرائيل وأشكر الرئيس الأمريكي ، باراك أوباما لدعمه المالي لنشتري المزيد من القبب الفولاذية». وبلغت حصيلة الشهداء الفلسطينيين خلال 8 أيام من العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة 158 شهيدا وأكثر من 1100 جريح غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين.