الأول من تشرين الأول (أكتوبر) هو «اليوم العالمي للمسنّين». يواجه كثيرون من المسنين مخاطر إساءة المعاملة في دول عدّة. يعانى 6 في المئة من المسنين في البلدان المتقدمة شكلاً من أشكال إساءة المعاملة في البيت. وتشمل الأفعال المسيئة المسجّلة في المؤسسات المعنية، تقييد المرضى جسدياً، وحرمانهم من الكرامة (بتركهم في ملابس متسخة مثلاً)، وتعمّد عدم توفير الرعاية الكاملة لهم، كأن لا تسارع الأسرة إلى علاج الأمراض التي تصيبهم. ومن الممكن أن تؤدي إساءة معاملة المسنين إلى تعرّضهم لإصابات جسدية وخيمة، وآثار نفسية طويلة الأجل. يشهد عدد المعوقين ارتفاعاً بسبب تشيّخ السكان، وزيادة مخاطر الإصابة بمشكلات صحية مزمنة في مرحلة الشيخوخة. تصل نسبة من تفوق أعمارهم 50 سنة، إلى قرابة 65 في المئة من المصابين بضعف البصر، علماً أنّ هذه الفئة العمرية تساوي قرابة 20 في المئة من سكان العالم. ومع تزايد عدد الطاعنين في السن، يواجه مزيداً من الناس خطر الإصابة بضعف البصر الناجم عن التقدم في السن. ارتفع عدد الأشخاص البالغين من العمر 60 سنة وما فوق بنسبة الضعف منذ عام 1980. يرتقب أن يشهد عدد الأشخاص البالغين من العمر 80 سنة، من الآن وحتى عام 2050، زيادة بنسبة أربعة أضعاف تقريباً ليبلغ 395 مليون نسمة. في غضون الأعوام الخمسة المقبلة، يتجاوز عدد الأشخاص من الفئة العمرية 65 سنة فما فوق، عدد الأطفال دون سن الخامسة. بحلول عام 2050، سيتجاوز عدد المسنين عدد جميع الأطفال دون سن الرابعة عشرة. تعيش النسبة الكبرى من المسنين في البلدان المرتفعة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. وسترتفع النسبة لتبلغ 80 في المئة بحلول عام 2050. يعتبر تشيّخ السكّان من أكبر التحوّلات الاجتماعية في القرن ال 21. لا توجد سابقة في التاريخ عن وجود بالغين في متوسط العمر أو بالغين مسنين لهم آباء على قيد الحياة، كما هو الحال حاضراً. ويمثّل هذا الأمر قفزة عظيمة مكّنت من كسب 50 سنة من العمر في قرن، يرجع الفضل فيها إلى التحسّن في الصحة العامة. استغرق الأمر قرناً كي يتضاعف عدد سكان فرنسا البالغين من العمر 65 سنة فما فوق، إذ زادت نسبتهم من 7 في المئة إلى 14 في المئة. وعلى عكس ذلك سيستغرق بلوغ تلك النسبة، في بلدان مثل البرازيل والصين، مدة تقل عن 25 عاماً. يزيد سوء التغذية في الرحم مخاطر الإصابة بالأمراض عند كبار السن، مثل الأمراض الدورانية والسكري. وقد تزيد أنواع العدوى التنفسية التي تحدث في مرحلة الطفولة، مخاطر الإصابة بالتهاب القصبات عند الكبر. كما يواجه الأطفال والمراهقون الذين يعانون من السمنة أو فرط الوزن مخاطر الإصابة، في الكهولة وما بعدها، بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض الدورة الدموية، والأورام السرطانية والاضطرابات التنفسية والاختلالات في العضلات والهيكل العظمي وغيرها. من المعروف أنّ القدرة الوظيفية لنظام الفرد البيولوجي تزيد بسرعة كبيرة في السنوات الأولى من العمر، وتبلغ ذروتها في مرحلة الشباب. ثم تنخفض تدريجاً. وتعتمد وتيرة الانخفاض، ولو جزئياً، على سلوكيات الحياة اليومية وأشكال التفاعل مع البيئة طبيعياً واجتماعياً. ويشمل ذلك أنواع المأكولات، ممارسة نشاط بدني، التعرّض للمخاطر الصحية، التدخين وتعاطي الكحول وغيرها. ثمة صور نمطية عن المسنين، تؤثر في السلوك العام تجاههم. ففي كثير من المجتمعات التقليدية، يحظى المسنون بالاحترام بوصفهم «شيوخاً عقلاء». غير أنّ المسنين قد لا يحظون، في مجتمعات أخرى، بالمقدار نفسه من الاحترام. ويمكن أن يكون تهميشهم منهجياً، مثل إجبارهم على التقاعد في سنّ محدّدة؛ أو في شكل غير مباشر، مثل نزوع أصحاب العمل المحتملين إلى اعتبارهم أقلّ نشاطاً وأقلّ قيمة. وتقدّم هذه السلوكيات أمثلة على «التمييز الممارس ضدّ كبار السن»، بمعنى تشكيل صور نمطية عن أفراد أو مجموعات وممارسة تمييز ضدّهم بسبب عمرهم. ويمكن أن تعتبر هذه السلوكيات المسنين، معوقين أو أناساً ضعفاء أو «مضى عهدهم» أو غير قادرين على العمل أو ضعفاء جسدياً أو متأخرين عقلياً أو مغلوب على أمرهم. ويمثّل التمييز الممارس ضدّ كبار السن وسيلة تسبّب الانقسام بين الشباب والشيوخ.