تستعد وزارة الصحة إلى تدشين برامج رعاية «المسنين» في المملكة بالتزامن مع احتفالية يوم الصحة العالمي 2012 السبت المقبل. وتتضمن مظاهر الاحتفالات تنظيم أنشطة وفعاليات ومعارض ومسابقات رياضية وتظاهرات صحية في جميع المناطق، تهدف إلى تحقيق التفاعل المنشود وتحقيق التوعية الصحية المناسبة لدى أكبر قطاع في المجتمع، إذ يتمثل محور التركيز في اختيار هذا الموضوع في بيان الكيفية التي يمكن أن يسهم بها التمتع بصحة جيدة طوال العمر في مساعدة الرجال والنساء على العيش حياة عامرة ومنتجة وعلى أن يكونوا مورداً بالنسبة لأسرهم ومجتمعاتهم المحلية مهما بلغ عمر الإنسان. وفي منطقة الباحة تستعد المديرية العامة للشؤون الصحية للاحتفال باليوم العالمي للصحة الذي يوافق السبت المقبل، تحت شعار «الصحة الجيدة تضيف حياة إلى المسنين» وأوضح مدير عام الشؤون الصحية في منطقة الباحة حسين الراوي الرويلي ل «الحياة» أن الحفلة تشتمل على العديد من الحملات التوعوية للمجتمع، إذ ستحتفل جميع المراكز الصحية في منطقة الباحة، وذلك من خلال نشر الوعي الصحي للجميع وخاصة المسنين وتذكير المواطنين بهذه الفئة العمرية ورعايتهم والرفق بهم وفق تعاليم الدين الإسلامي مع التركيز على العاملين في المراكز الصحية الخمسة المستهدفة بمعايير اعتماد المنشآت الصحية بالمنطقة. ولفت إلى أن المشاركين في النشاط هم منسوبو المراكز الصحية والمنفذ لنشاط إدارة الصحة العامة في الباحة. وأضاف: «إن الاهتمام بمجال المسنين أصبح من أولويات المجتمعات المتحضرة، ويوازي في مستواه ونوعيته جميع الجوانب التنموية لمظاهر الحياة ومتطلباتها الأخرى، لذلك فإن رؤيتنا لتطبيق مفاهيم هذا الشعار هي العمل على تسليط الرؤى على أهم الخدمات والبرامج والأنشطة التي يجب تقديمها للمسن، صحياً واجتماعياً ونفسياً، بالإضافة إلى توعية المجتمع، سواء كانوا أفراداً أو جماعات بهذه الخدمات للاستفادة منها. وزاد: «إن رسالتنا هي تقديم الرعاية الصحية والتأهيلية للمسن موضوع الرعاية، وتأمين سبل الوقاية والفحص الدوري له، بما يكفل وقايته وحمايته من الإصابة بالأمراض والأخطار التي يمكن أن يتعرض لها وعلاجه منها». من جهتها، ذكرت منظمة الصحة العالمية أن عدد الأشخاص البالغين من العمر 60 عاماً فما فوق ارتفع بنسبة الضعف منذ عام 1980، وسيشهد عدد الأشخاص البالغين من العمر 80 عاماً من الآن وحتى عام 2050، زيادة بنسبة أربعة أضعاف تقريباً ليبلغ 395 مليون نسمة، وفي غضون الأعوام الخمسة المقبلة سيتجاوز عدد الأشخاص من الفئة العمرية 65 عاماً فما فوق عدد الأطفال دون سن الخامسة بحلول عام 2050، فيما سيتجاوز عدد أولئك المسنين عدد جميع الأطفال دون سن 14. وأوضح تقرير المنظمة الدولية أنه في غضون الأعوام الخمسة المقبلة ولأول مرة في تاريخ البشرية سيتجاوز عدد الأشخاص من الفئة العمرية 65 سنة فما فوق عدد الأطفال دون سن الخامسة، وبحلول عام 2050 سيتجاوز عدد أولئك المسنين عدد جميع الأطفال دون سن 14 فيما ستشهد نسبة سكان العالم الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاماً في الفترة بين عامي 2000 و2050 زيادة بنسبة الضعف أي من 11 إلى 22 في المئة، متوقعاً على مدى الفترة ذاتها أن يرتفع العدد المطلق للأشخاص البالغين من العمر 60 عاماً فما فوق من 605 ملايين نسمة إلى بليوني نسمة. وتوقعت المنظمة أن عدد المسنين غير القادرين على الاعتناء بأنفسهم سيشهد زيادة بنسبة أربعة أضعاف في البلدان النامية بحلول عام 2050، وقالت: «كثير من الطاعنين في السن يفقدون القدرة على العيش بصورة مستقلة بسبب محدودية الحركة أو الوهن أو غير ذلك من المشكلات التي تصيب الصحة الجسدية أو النفسية، وكثير منهم بحاجة إلى شكل من أشكال الرعاية الطويلة الأجل، التي يمكن أن تشمل التمريض المنزلي والرعاية المجتمعية والمساعدة على العيش والرعاية في مراكز الإقامة والمكوث في المستشفيات لمدة مطولة، كما سيشهد العالم زيادة هائلة في عدد المصابين بأشكال الخرف مثل داء الزهايمر، لأن الناس باتوا يعمرون مدة أطول».