ضمن مشروع التعاون العلمي المشترك «قطاع جدة» بين جامعة الملك عبدالعزيز ممثلة في كلية علوم البحار و«جيومار» مركز «هيلم هولز» لأبحاث المحيطات «أكيل» في ألمانيا، زار مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة طيب مساء أول من أمس ميناء جدة الإسلامي يصاحبه وكلاء الجامعة وعميد كلية علوم البحار ووكلاء الكلية وأعضاء هيئة التدريس، إضافة إلى جميع الباحثين من الجانبين السعودي والألماني المشاركين في هذا المشروع العلمي، وذلك بعد وصول سفينة الأبحاث الهولندية «بلاجيا» والاطلاع على الغواصة «ياغو» وعوامة الجو البحرية. وأوضح عميد كلية علوم البحار الدكتور علي العيدروس أن «ياغو» هي غواصة بداخلها طاقم متخصص في التنقيب والبحث في مجال العلوم البحرية، كما أنها تسمح للباحثين من مختلف التخصصات للاطلاع الشخصي على قاع البحر حتى عمق 400 متر، مبيناً أنها تتحرك بشكل مستقل وغير مرتبطة بسفينة الدعم. وأضاف: «هناك نافذتان كبيرتان زجاجيتان تسمحان برؤية جيدة لقاع البحر والبيئة المحيطة لقائد الغواصة وبها باحث واحد فقط،» مشيراً إلى أن هذه الغواصة ستستخدم خلال رحلات سفينة الأبحاث الهولندية «بلاجيا» لأخذ العينات من مواقع محددة في قاع البحر، وسيتم ذلك لاستكشاف المواقع العميقة لقاع البحر وعمود الماء، كما يمكن لهذه الغواصة جمع عينات مختارة من الكائنات الحية والصخور والمياه المطلوبة، إضافة إلى توثيق الرحلة من طريق الصور الرقمية أو الفيديو. وأشار الدكتور العيدروس إلى أن عوامة الجو البحرية تحتاج إلى أنظمة مراقبة السواحل لرصد متتابع للعوامل الجوية والبحرية ومعرفة دورها في التغيرات الديناميكية التي تحصل في عمود الماء وما يحتويه من ملوثات، موضحاً أنه للمرة الأولى في تاريخ كلية علوم البحار بالجامعة تنضم عوامة (أو إس أي إل فولمر) إلى أجهزة البحث العلمي التي تسجل بيانات لحظية، وترسل إلى غرفة التحكم والمراقبة في رحاب الحرم الجامعي مباشرة، وللمرة الأولى يتم رصد العوامل الجوية من داخل البحر في الطبقة الحدية الفاصلة بين الجو والبحر. وزاد: «سيتم تثبيت العوامة في المياه الساحلية قبالة مدينة جدة لتوفير بيانات قيمة لنظام الرصد البيئي الساحلي والتي تم إعدادها لمنطقة جدة ضمن مشروع (4)، وستوفر بيانات لحظية للأرصاد الجوية والبيانات «الأوقيانوغرافية»، وبيانات الأمواج السطحية التي سيتم إرسالها إلى غرفة التحكم والمراقبة في رحاب حرم الجامعة مباشرة، وتقرر وضعها في مياه البحر الأحمر يوم أمس بواسطة سفينة الأبحاث «بلاجيا»، وبعد إنزالها في الماء وتشغيلها ستكون المعلومات متاحة للجمهور من خلال بيانات مركز العوامات القومي (نوا-الولاياتالمتحدة). وأبان العيدروس أن هذه العوامة تقوم بقياس الكثير من العناصر وهي العوامل الجوية وتشمل درجة الحرراة والهواء والضغط الجوي وسرعة واتجاه الرياح ودرجة الرطوبة النسبية، والعوامل الحركية وهي سرعة واتجاه التيارات البحرية والأمواج البحرية والمد والجزر، وعامل المتغيرات الفيزيائية الموضعية الذي يشمل درجة حرارة المياه ودرجة الملوحة والضغط، وأخيراً العناصر الطبيعية وهي درجة «الأوكسجين» الذائب في عمود الماء، ودرجة الحموضة، ونسبة العكارة و«الكلوروفيل».