كشف مدير عام الإدارة العامة للرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة الدكتور عصام عبدالله الغامدي عن تجهيز استراتيجية لمدة خمس سنوات لرعاية المسنين أعدتها الإدارة العامة للمراكز، تماشيا مع التوجهات العالمية والإقليمية لرعاية المسنين. وقال الغامدي إن إدارته بدأت تنفيذ الاستراتيجية وإعداد برنامج رعاية صحة المسنين إلى جانب إعداد خطة تنفيذية للبرنامج طبقا للمحاور الرئيسية للاستراتيجية، وتشمل نوعية الخدمات الصحية بأن تكون كاملة وشاملة وذات جودة عالية، والاكتشاف المبكر للمشاكل الصحية والنفسية والاجتماعية الرئيسية للمسنين، وإعداد فريق صحي متعدد المهام في تدبر صحة المسنين، وبناء وتطوير كفاءة وقدرات الكوادر الصحية في الرعاية الصحية الأولية على التواصل مع المسنين وتقديم الخدمات الصحية الشاملة والكاملة، والتركيز على مفهوم التشيخ النشط، ومشاركة المسنين في العلاج، والتعليم المستمر للكادر الطبي والمشاكل الطبية الفعالة بين المراكز والمستشفيات. وأكد الغامدي أن التطور في الخدمات العلاجية والوقائية في المملكة قلل من نسبة المرض والوفيات بين المسنين وبالتالي شهدت المملكة زيادة في حجم فئة المسنين شكلت 4,8 % من مجموع سكان المملكة سنة 2000، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 10 % في 2025، وإلى 12,9 % عام 2050. وأضاف: مع هذا التزايد في عدد المسنين فهناك حاجة ماسة لتقديم خدمات صحية شاملة ومتكاملة لهذه الفئة الغالية علينا على كافة المستويات الصحية. وبين الغامدي أن هناك زيادة في حجم فئة المسنين عالميا، فالعالم يشيخ بشكل سريع حيث إن نسبة من أعمارهم 60 سنة وما فوق كانت تشكل 8,2% من سكان العالم في عام 1950 وزادت إلى 10% عام 2000 ومن المتوقع أن تزيد إلى 22% في 2050، وحينها ستكون نسبة المسنين أكثر من نسبة الأطفال في عمر 0-14 سنة. لذا فقد أصبح الاهتمام بصحة المسنين من القضايا الحيوية المهمة التي استحوذت على اهتمام كافة المسؤولين الصحيين على مستوى عالمي. من جهة أخرى، احتفلت وزارة الصحة أمس باليوم العالمي للمسنين تحت شعار (إضافة حياة للسنوات وليس فقط سنوات للحياة). وأوضح الدكتور الغامدي أن اليوم العالمي لهذا العام يركز على تدارس التحديات التي تواجه الاتفاقيات المبرمة حول تقديم الرعاية الصحية للمسنين في مختلف دول العالم، حيث نصت الاتفاقيات الدولية على حق كبار السن في الرعاية الصحية والاجتماعية وأهمية إعطاء كبار السن الاهتمام في تقديم هذه الخدمات لهم التي تكفل لهم الرعاية الصحية والوقاية والعلاج من الأمراض وخدمات التأهيل بعد الإعاقة. ويهدف اليوم العالمي للمسنين هذا العام إلى التوعية بأهمية تزويد كبار السن بالقدر نفسه من الرعاية الوقائية والعلاجية والتأهيل الذي تحصل عليه الفئات الأخرى. كما يهدف إلى تعزيز الخدمات الصحية وتدابير الوقاية من الأمراض المعدية وغير المعدية، وتوفير سبل التكنولوجيا المساعدة، وخدمات الرعاية في مجال التأهيل. وعلى المستوى الوطني، بين الدكتور عصام الغامدي أن المملكة ممثلة في وزارة الصحة تسعى إلى تحقيق وتنفيذ بنود هذه الاتفاقيات بدءا من المستوى الأول للخدمة الصحية في وزارة الصحة وهي مراكز الرعاية الصحية الأولية عن طريق توفير الرعاية الصحية الأولية التي تعين على تزويد كبار السن بجميع الخدمات الصحية الشاملة والمتكاملة على كافة المستويات الصحية، كما يهدف اليوم العالمي للمسنين في المملكة إلى حث المجتمع وتوعيته ممثلا في الأسرة إلى الاهتمام بالمسنين لديهم وتوفير حياة صحية كريمة لهم مليئة بالحيوية. يذكر أن المملكة أعدت برنامجها لرعاية المسنين بناء على الاستراتيجية الوطنية لصحة المسنين (2010-2015) وتوجهات منظمة الصحة العالمية لرعاية صحة المسنين في الرعاية الصحية الأولية وتم تنفيذ المرحلة الأولى للبرنامج وشملت بناء القدرات وتأهيل الكوادر الصحية لتقديم خدمات الرعاية الصحية للمسنين في المراكز الصحية وذلك من خلال عدد من الدورات التدريبية لتدريب منسقي البرنامج في جميع المناطق والمحافظات الصحية وتدريب أطباء وطبيبات وممرضي وممرضات 100 مركز صحي بواقع خمسة مراكز صحية في كل منطقة ومحافظة كمرحلة أولى لتطبيق البرنامج، وإعداد أدلة العمل لكيفية الرعاية الصحية للمسنين بالمراكز الصحية وإعداد السجلات الصحية الخاصة بالمسنين والتي تختلف عن السجلات الصحية في المحتوى وطريقة التعامل للفحص الشامل للمسنين، وتحديد المشاكل الصحية لديهم وكيفية التعامل معها بالمراكز الصحية، وإعداد برنامج توعوي عن صحة المسنين ينفذ من خلال مراكز الرعاية الصحية الأولية لرفع وعي المجتمع بأهمية وكيفية الرعاية الصحية للمسنين. وفي احتفال جازان أمس باليوم العالمي للمسنين في مركز الرعاية الأولية بحي الشاطئ أكد مساعد مدير عام صحة جازان للرعاية الأولية الدكتور أحمد السهلي، أن عدد المسنين في المملكة بحسب تقارير مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات بوزارة الاقتصاد والتخطيط يشكلون حاليا حوالي 5,2 % من مجموع السكان. ومن المتوقع أن تزداد هذه النسبة، حيث ازداد متوسط العمر المتوقع للحياة لسكان المملكة، ووصل إلى أكثر من 75 سنة عام 2008، حسب تقارير منظمة الصحة العالمية. وأوضح منسق برنامج رعاية المسنين بصحة جازان الدكتور موسى الذروي، أن برنامج الرعاية الصحية للمسنين يشمل العديد من الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية والتأهيلية لتحقيق خدمات رعاية صحية ميسورة وذات جودة عالية تقدم لهذه الفئة العمرية الهامة وتلبي احتياجاتها الصحية والنفسية والاجتماعية.