أعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق 13 أيار (مايو) المقبل موعداً لمحاكمة النائب السابق مشعان الجبوري المتهم بالإرهاب والفساد، مؤكداً عدم تبرئته حتى الآن وأنه قد تم إخلاء سبيله بكفالة. وكان الجبوري أعلن الشهر الماضي أن القضاء أسقط كل التهم عنه كما أكد عودته إلى بغداد بعد انتهاء مؤتمر القمة العربية وأنه سيسترد منزله من وزير الداخلية السابق جواد البولاني. وقال الناطق باسم مجلس القضاء القاضي عبد الستار بيرقدار امس:»ورد في وسائل الإعلام أن مشعان الجبوري قد تمت تبرئته من القضايا المتهم بها وبعد الرجوع إلى المحكمة الجنائية المركزية تبين أن المومأ إليه حكم غيابياً مدة خمس عشر سنة وفق المادة 316 من قانون العقوبات». وأضاف بيرقدار في بيان، تلقت «الحياة» نسخة منه: نظراً إلى تسليم نفسه أمام المحكمة الجنائية المركزية وعملاً بأحكام المادة 242 من قانون أصول المحاكمات الجزائية فقد قدم اعتراضاً على الحكم الغيابي الصادر بحقه وقررت المحكمة قبول الاعتراض شكلاً ونظر الدعوى مجدداً استناداً إلى أحكام الفقرة (ج) من المادة 245 من قانون أصول المحاكمات الجزائية. وحدد يوم 13/5/2012 موعداً لمحاكمته وإخلاء سبيله بكفالة ضامنة لحضوره جلسات المحاكمة الوجاهية، ومحكمة الجنايات ستنظر الدعوى في ضوء الأدلة المتوافرة. وستصدر حكماً إما بتأييد الحكم الغيابي أو تعديله أو تبرئة المتهم. وحكمها قابل للطعن أمام محكمة التمييز الاتحادية». وكان حزب الدعوة الإسلامي الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، دعا في وقت متأخر مساء الثلثاء مجلس القضاء الأعلى إلى توضيح قضية الجبوري. وقال الناطق باسم الحزب حيدر العبادي خلال مؤتمر صحافي: «فوجئنا في حزب الدعوة الإسلامي بمجيء مشعان الجبوري إلى العراق وتقديمه وبالبت في قضية متهم بها في جلسة واحدة وتأجيل القضية الأخرى إلى وقت لاحق». ودعا العبادي مجلس القضاء والادعاء العام إلى «إعطاء توضيحات»، وأضاف أن «من حق المواطنين أن يطلعوا على ملابسات الموضوع وهل تم اتباع الإجراءات القضائية». وكان رئيس «كتلة الأحرار» التابعة للتيار الصدري بهاء الأعرجي طرح في جلسة البرلمان قضية مشعان الجبوري. وقال إن «الجبوري تمت تبرئته من التهم الموجهة إليه خلال 11 دقيقة و34 ثانية». وأضاف إن «هذا الإجراء يشير إلى وجود ازدواجية في القضاء إذ كيف يمكن تبرئة شخص من تهم خطيرة خلال هذه المدة الزمنية القصيرة». يشار إلى أن الجبوري غادر العراق بعد عام 2007 وكان يتزعم كتلة المصالحة والتحرير، وكان نائباً يدعو دوماً إلى المصالحة مع حزب البعث المنحل، إضافة إلى أنه كان يدير قناتي «الزوراء» و»الرأي» اللتين ركزتا على عرض نشاطات الجماعات المسلحة ضد القوات الأميركية.