دعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الى عدم تحويل الاختلاف داخل الحكومة عناداً وكيدية وتسجيلاً للنقاط بين الأطراف المشاركين فيها لأن الناس سئموا الخلافات ومسبباتها والمسؤولين عنها، فيما تتفاقم هذه الخلافات حول العديد من الملفات ومنها ملف الكهرباء والتعيينات الإدارية. ولم يكن مضى على كلام ميقاتي الذي قاله أثناء ترؤسه جلسة لمجلس الوزراء أمس، ساعتين، حتى أعلن رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون أن «كل تأخير في موضوع (تأهيل) الكهرباء هو من مسؤولية رئيس الحكومة تحديداً لا مسؤولية اللجنة الوزارية ولا الوزراء لأنه هو الذي يؤخر». وشهدت جلسة مجلس الوزراء التي عقدت أمس، سجالاً حول طلب وزير الشوؤن الاجتماعية وائل ابو فاعور تخصيص مبلغ 100 مليون ليرة للوزارة هي مصاريف مكاتب الوزارة وموظفيها في الشمال مقابل اهتمامهم بمساعدة الهيئة العليا للإغاثة ومساندتها في تقديم المساعدات للنازحين السوريين الى لبنان، فرفض عدد من الوزراء ذلك واتهم عدد منهم (وزير الدولة نقولا فتوش ووزير الثقافة غابي ليون)، النازحين بأنهم «إرهابيون»، ودعيا الى ترحيلهم. ورد أبو فاعور بأن إغاثة هؤلاء عمل إنساني، اذ بينهم أطفال ومصابون بالقصف وإطلاق النار. وانتهى السجال الى ترك أمر صرف الأموال لموظفي وزارة الشؤون الاجتماعية ومكاتبها من موازنة الهيئة العليا للإغاثة، خصوصاً أن مجلس الوزراء أقر مبدأ فتح الباب أمام قبول الهبات الخارجية لإعانة النازحين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية. وهو الأمر الذي كانت دول الاتحاد الأوروبي وهيئات دولية أخرى أبدت استعداداً للمساهمة فيه بملايين الدولارات، لكن الحكومة كانت ترددت في قبوله بفعل معارضة قوى سياسية حليفة للنظام السوري له. إلا أن الإصرار الدولي على مساعدة النازحين والطلب من لبنان التعاطي معهم وفق القوانين الدولية أدى الى إقرار قبول الهبات أمس. وبموازاة ما حصل في مجلس الوزراء استقبل رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط وفداً من منطقة عكار الشمالية بحث معه موضوع المساعدات للنازحين السوريين. وإذ حيا جنبلاط مساعدة أهالي عكار النازحين، استنكر «محاولات بعض أجهزة السلطة إلصاق تهمة الإرهاب بهذه المنطقة». على صعيد آخر، أخلي سبيل القيادي في «التيار الوطني الحر» العميد المتقاعد فايز كرم، أمس، بعد استفادته من إقرار قانون خفض السنة السجنية بعد أن كان حكم عليه بالسجن 3 سنوات بتهمة التعامل مع إسرائيل. وقال كرم إن توقيفه كان سياسياً. وزار العماد عون في منزله ليؤكد «مرجعيتي السياسية عند عون».