لم يكن أمس يوماً عادياً، بل يمكن اعتباره نقطة مفصلية في تاريخ محافظة ينبع، وعلامة فارقة في الحراك الاقتصادي والصناعي والتنموي في السعودية، إذ دشن خادم الحرمين الشريفين، في حضور ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مشروع تطوير مطار الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز، وأزاحا الستار عن اللوحة التذكارية إيذاناً بافتتاح المشروع، وشاهدا مجسماً وصوراً للمشروع، واستمعا إلى شرح واف عنه من رئيس الهيئة العامة للطيران المدني المهندس عبدالله بن محمد نور رحيمي. واصطحب خادم الحرمين العاهل البحريني إلى مركز الملك فهد الحضاري لكبار الزوار في مدينة ينبع الصناعية، الذي شهد فعاليات حفلة الهيئة الملكية للجبيل وينبع و«سابك»، وهناك تم تدشين جملة من المشاريع التنموية والاقتصادية والتعليمية والصحية والصناعية، بلغت الموازنات المالية المخصصة لها 59.32 بليون ريال. وحظيت الهيئة الملكية للجبيل وينبع بجملة من المشاريع، بكلفة 2.608 بليون ريال، بينما احتفت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) بإطلاق مشروع شركة ينساب، الذي بلغت موازنته المالية 20 بليون ريال، وهو يهدف إلى إنتاج أربعة ملايين طن سنوياً من المنتجات البتروكيماوية والمواد الأساسية. ودشنت التوسعة الثالثة للشركة الوطنية للغازات الصناعية (غاز)، بكلفة تجاوزت 900 مليون ريال، وهي ستضيف 1.6 مليون طن سنوياً من منتجات الأوكسجين والنيتروجين، كما وضع حجر الأساس لتوسعة الشركة العربية للألياف الصناعية (ابن رشد)، التي تبلغ كلفتها أكثر من خمسة بلايين ريال، وبذلك ستبلغ طاقة المجمع الإجمالية أربعة ملايين طن سنوياً من المنتجات البتروكيماوية. وطاولت الرعاية الملكية مشاريع القطاع الخاص، إذ وضع خادم الحرمين حجر الأساس ل 52 مشروعاً للقطاع الخاص، شملت تدشين 20 مصنعاً، باستثمار تجاوز سبعة بلايين ريال، فضلاً عن تدشينه مشاريع سكنية وتجارية للقطاع الخاص، بلغ مجموع استثماراتها 1.5 بليون ريال. وقبل الختام بلحظات، أعلن وزير المياه والكهرباء عبدالله بن عبدالرحمن الحصين، موافقة خادم الحرمين الشريفين على إنشاء مشروع موحد لتحلية المياه وإنشاء الطاقة الكهربائية، «ينتج 550 ألف متر مكعب من المياه، و1700 ميغاوات من الكهرباء، لتغطي حاجات المدينةالمنورة والقرى والمحافظات كافة التابعة لها، إضافة إلى تلبية حاجات شركتي مرافق والسعودية للكهرباء، وسيخصص من إنتاج هذا المشروع الكبير 400 ألف متر مكعب من المياه للمدينة المنورة، بينما ستحظى شركتا مرافق والشركة السعودية للكهرباء ب 150 ألف متر مكعب من المياه، و1700 ميغاوات من الكهرباء، وتبلغ الكلفة التقديرية للمشروع 14 بليون ريال، وسيكون من شأن إنشاء المشروع تلبية حاجات الجهات المشار إليها مجتمعة، بدلاً من إنشاء مشاريعها متفرقة، ما سيثمر عن خفض ملحوظ في كلفة المنتجين (الماء والكهرباء)، والاستغلال الأمثل للوقود».