طهران - «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - أبلغت إيران الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أمس، «ترحيبها» بدعوة وجهتها اليها مجموعة الدول الست لإجراء حوار مباشر تشارك فيه الولاياتالمتحدة، يتناول «التعاون البناء» في شأن البرنامج النووي الإيراني، لكنها شددت على «ضرورة تصحيح المفاهيم» في ضوء «التطورات الدولية». وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية بأن سولانا قدم خلال اتصال هاتفي بسعيد جليلي سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، «توضيحات حول بيان مجموعة الست» الذي صدر الأسبوع الماضي. وأضافت أن سولانا «دعا الى استئناف المحادثات بين الجانبين، من أجل بدء مرحلة جديدة من التعاون»، اعتبره «أمراً ضرورياً في الوقت الراهن». وردّ جليلي المكلف بالملف النووي، «مرحباً بالحوار بين إيران والدول الست حول التعاون البناء». وأوضح إن إيران ستصدر «بياناً رسمياً رداً على بيان» مجموعة الست. وعُقد آخر لقاء بين الطرفين، في جنيف الصيف الماضي. اما رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بوروجردي فقال: «اعتقد ان الغرب يواجه حقائق جديدة، لأن التغيير في اللهجة لا يتناسب مع مواقفه السابقة. وهو ادرك ان تخصيب ايران اليورانيوم لا يستهدف انتاج اسلحة نووية، بل لأغراض محض مدنية». واعتبر محمد سعيدي نائب رئيس «الهيئة الإيرانية للطاقة الذرية» أن طهران «أصبحت قادرة على تأمين الوقود لمنشآتها النووية مستقبلاً». وقال ان «ما تحقق في ايران علمياً، بدّد كل الهواجس الغربية». وزاد: «من الناحية السياسية بعد عمليات التخصيب في إيران، لم تعد الدول الغربية تشعر بالقلق وبإمكانها مواصلة مفاوضاتها مع إيران والعمل في اتجاه تسوية الخلافات السابقة، وكل ذلك مهّد لهذه المفاوضات». في غضون ذلك، اكد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ان الدولة العبرية لا تستطيع مهاجمة ايران بمفردها، اذا لم تسهم المحادثات التي تعتزم ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما اجراءها مع طهران، في تليين موقف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وقال: «لا يمكننا بالتأكيد القيام بذلك (الهجوم) وحدنا، من دون الولاياتالمتحدة، ولا يمكننا بالتأكيد القيام بذلك ضد (إرادة) الولاياتالمتحدة». واعتبر ان «العالم سيدرك عاجلاً أم آجلاً، ان لإيران طموحات للسيطرة على الشرق الأوسط، وان لديها طموحات استعمارية». في الوقت ذاته، أعلنت مصادر دفاعية إسرائيلية، أن موسكو أبلغت تل أبيب «بشكل غامض» بأنها لن تبيع طهران نظام «أس-300» الصاروخي القادر على حماية المنشآت النووية الإيرانية من أي غارة جوية. وكانت اسرائيل وافقت الأسبوع الماضي على بيع روسيا طائرات استطلاع من دون طيار، بقيمة 50 مليون دولار. وأوردت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن الصفقة تمت بعد تعهد موسكو عدم بيع طهران نظام «أس-300». وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي تقاعد حديثاً ومطلع على المحادثات العسكرية مع روسيا، انه على رغم أن إسرائيل أوضحت تماماً معارضتها حصول إيران على النظام الصاروخي، فان الروس لا يقطعون على أنفسهم تعهدات من هذا النوع». وأضاف: «أقصى ما توصلنا إليه حتى الآن، هو تأكيد غامض بأن الصفقة لن تمضي قدماً». وزاد: «لكن ذلك قد يتغير بمرور الوقت. ومن العوامل المرتبطة بذلك، سياسات إسرائيل تجاه إيران». من جهة ثانية، التقى رئيس الوزراء الترکي السابق نجم الدين اربكان في طهران امس، رئيس مجلس خبراء القيادة هاشمي رفسنجاني ووزير الخارجية منوشهر متقي. وأشار رفسنجاني الى «الخطوات المؤثرة التي قام بها اربكان خلال توليه رئاسة الوزراء في ترکيا، على صعيد تعزيز العلاقات بين البلدين، ومنها مد انبوب الغاز الإيراني الى ترکيا»، فيما دعا اربكان الدول الإسلامية الى «الوحدة والتعاون والتضامن» من اجل التصدي لإسرائيل. اما متقي فاعتبر ان «لايران وترکيا مصالح وهواجس مشترکة، کبلدين جارين وصديقين».