بيروت - ا ف ب - حمّلت القيادة المشتركة ل «الجيش السوري الحر» في الداخل المجتمع الدولي «المسؤولية الكاملة عن المجازر» التي ترتكبها القوات النظامية في سورية، داعية الى «حظر جوي ومنطقة عازلة وتسليح الجيش الحر». وقال الناطق باسم القيادة المشتركة ل «الجيش الحر» في الداخل العقيد الركن الطيار قاسم سعد الدين لوكالة فرانس برس: «نحمّل المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر بسبب تأخرهم في الضغط على النظام ومنع تسليح الجيش الحر حتى الآن». واضاف سعد الدين، وهو أيضاً قائد المجلس العسكري في محافظة حمص وريفها، في اتصال عبر سكايب من حمص (وسط): «نحن نطالب المجتمع الدولي بحظر جوي وإقامة منطقة عازلة، مع تسليح الجيش الحر». وقال: «عندما يؤخذ هذا القرار في مجلس الامن الدولي، سوف ينهار الجيش السوري النظامي مباشرة». وقال سعد الدين رداً على سؤال حول ما صدر عن مؤتمر «اصدقاء الشعب السوري» الذي عقد في اسطنبول، إن «هذه المؤتمرات لم تفعل شيئاً لحماية هذا الشعب الأعزل او تسليح الجيش الحر ليدافع عنه». وأضاف: «لو أراد المجتمع الدولي فعل ذلك لفعله من الشهر الاول» لاندلاع الاحتجاجات في البلاد. لكنه اعتبر ان «افضل ما خرج به مؤتمر اصدقاء سورية هو الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً» للشعب السوري. ودعا «مؤتمر اصدقاء الشعب السوري» الى تحديد جدول زمني لخطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان حول سورية، واعترف ب «المجلس الوطني السوري» المعارض «ممثلاً شرعياً» للشعب السوري و «محاوراً رئيسياً» مع المجتمع الدولي. لكن المؤتمر لم يأت على ذكر تسليح «الجيش الحر». وقال سعد الدين: «ان خطة كوفي انان اذا لم تطبَّق فوراً، فإن ذلك سوف يعطي النظام فرصة جديدة في استمرار القتل». وتدعو خطة انان الى وقف القتال تحت اشراف الاممالمتحدة، وسحب القوات الحكومية والاسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات، وهدنة انسانية لمدة ساعتين يومياً لإفساح المجال لوصول العاملين الإنسانيين الى المناطق المتضررة من اعمال العنف، والإفراج عن المعتقلين على خلفية الاحداث. وقد أعلنت دمشق قبل ايام موافقتها على خطة انان. لكن سعد الدين شكك بالتزام النظام السوري بالخطة. وقال: «هذا النظام لن يقبل مقترحات كوفي انان، وهو لا يفهم الا لغة القوة». وأبدى سعد الدين اول من امس ترحيبه بخطة انان، مضيفاً: «عندما يتوقف القصف على المدن وتنسحب الدبابات منها، عندها سنوقف القتال». وقال موضحاً: «نحن مع مبادرة الاممالمتحدة وجامعة الدول العربية»، وأن العمليات التي يقوم بها عناصر «الجيش الحر» هي «عمليات خاطفة، كر وفر ومهاجمة للحواجز الامنية والشبيحة، واحيانا نرصد القوات العسكرية التي تكون في طريقها لمهاجمة المدن والقرى ونستهدفها في الطريق». واعلن قبل ايام عن تشكيل «القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل»، التي تضم المجالس العسكرية للمنشقين في عدد من محافظات سورية. واوضح سعد الدين ان هذه القيادة تعمل بالتنسيق مع المجلس العسكري في الخارج الذي اعلن تشكيله السبت في تركيا والذي يضم العميد مصطفى الشيخ والعقيد رياض الاسعد. في موازاة ذلك، انتقد امين سر المجلس العسكري للمعارضة السورية النقيب عمار الواوي، عدم تبني مؤتمر اصدقاء سورية تسليح «الجيش السوري الحر». وقال الواوي في اتصال مع فرانس برس: «نريد من الحكام وقف القتل الفوري وليس اتخاذ قرارت سياسية تهدف الى اطالة عمر النظام الذي يراوغ على الخطط والقرارات»، مضيفاً: «هذا النظام لا يسقط الا بالسلاح». ووجه الواوي الشكر لمواقف كل من تركيا والسعودية وقطر في هذا الاطار، مضيفاً: «لكن حتى الآن لا تجاوب من المجتمع الدولي مع هذه الفكرة».