اغتنم «الغزيّون» أمس هدنة إنسانية من 12 ساعة وافقت عليها الفصائل وإسرائيل عبر وساطة الأممالمتحدة والصليب الأحمر، وانتشلوا جثث 132 شهيداً من تحت أنقاض المنازل المدمرة والشوارع في المناطق الشرقية والشمالية من القطاع، ليرتفع عدد الضحايا منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى 1032 شهيداً، من بينهم أكثر من 200 طفل، و90 امرأة، و50 مسناً، بالإضافة إلى 6 آلاف جريح. وكانت إسرائيل استبقت سريان الهدنة الموقتة بقصف أسفر عن استشهاد 35 فلسطينياً، من بينهم 21 فرداً من عائلة الحلو قتلوا في قصف منزلهم في حي التفاح. في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل خمسة من جنوده في معارك دارت في قطاع غزة ليل الجمعة - السبت وصباح أمس، ليرتفع عدد القتلى العسكريين إلى 40. (للمزيد) وما أن انتهى سريان الهدنة، وبعد ساعتين من إعلان إسرائيل تمديدها أربع ساعات أخرى، حتى استُهدفت إسرائيل بقذائف هاون من غزة، في وقت أكدت حركة «حماس» أن القرار الإسرائيلي بالتمديد اتخذ «من جانب واحد»، فيما رفضت حركة «الجهاد الإسلامي» أي هدنة إنسانية تتضمن التفافاً على مطالب المقاومة. وكان اجتماع دولي عقد في باريس أمس دعا إلى تمديد الهدنة 24 ساعة إضافية قابلة للتجديد. وعقد الاجتماع بحضور وزراء الخارجية الأميركي جون كيري، والفرنسي لوران فابيوس، والقطري خالد العطية، والتركي أحمد داود أوغلو، والبريطاني فيليب هاموند، والألماني فرانك والتر شتاينماير، والإيطالية فيديريكا موغيريني. وقال كيري بعد الاجتماع: «أتفهم عدم توقيع إسرائيل على وقف نار من دون حسم مسألة الأنفاق. نحن نفهمها ونعمل على ذلك». من جانبه، اعتبر هاموند في حديث لشبكة «سكاي نيوز» أن تمديد الهدنة «ضرورة إنسانية قصوى... إن كان ل 12 ساعة أو 24 ساعة أو 48 ساعة، وما إلى ذلك». ومساء أمس، وافقت الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة أمس على تمديد وقف النار في قطاع غزة أربع ساعات إضافية، لينتهي بذلك عند منتصف ليل السبت - الأحد. وكتب ناطق باسم الجيش على حسابه على «تويتر»: «جرى تمديد وقف النار أربع ساعات حتى منتصف الليل»، فيما أكد وزير الاستخبارات يوفال شتاينتز قرار التمديد، وقال للقناة الثانية الإسرائيلية: «نريد أن نضرب حماس وليس المدنيين، وتفادي كارثة إنسانية». وكان الجيش الإسرائيلي أعلن التزامه التهدئة الموقتة صباح أمس، مؤكداً أنه سيرد في حال تعرضه إلى هجوم، كما «سيواصل الأنشطة العملانية لكشف الأنفاق وتدميرها في قطاع غزة»، مضيفاً أن قبول الهدنة لا يعني السماح لسكان المناطق التي كان أمر بإخلائها، بالعودة إليها. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤول رفيع المستوى قوله إن الحكومة مستعدة للموافقة على «هدنات إنسانية» شرط أن يواصل الجيش عملياته لتدمير الأنفاق. وأشارت القناة العاشرة الإسرائيلية إلى أن قرار التمديد الأخير اتخذ قبل أقل من ساعتين على انتهاء المهلة الأصلية للهدنة الإنسانية. غير أن رد المقاومة جاء سريعاً على أسلوب هدنة وراء أخرى فيما يد الجيش الإسرائيلي تعمل في القطاع ضد الأنفاق، إذ أعلنت مصادر عسكرية أن قذائف هاون أطلقت من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل بعد تمديد الهدنة. كما أشار ناطق عسكري إلى إطلاق ثلاث قذائف هاون لم تسفر عن أي أضرار أو ضحايا. وكان عضو المكتب السياسي ل «حماس» موسى أبو مرزوق أكد في وقت سابق أمس أن «الحركة لن تقبل أي حلول للأزمة الحالية في غزة لا تراعي شروط وقف النار التي سبق ووضعتها». وقال تعقيباً على اجتماع باريس في شأن غزة: «هم يسعون إلى الوصول إلى أفكار جديدة لحل الأزمة في ضوء رفض طرفيْ الأزمة للمبادرات التي طرحت أخيراً، لكن المقاومة لن ترضى بأي أفكار لا تراعي شروطها». وفيما قال الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري ل «الحياة» إنه لا يوجد أي اتفاق على تهدئة لمدة 4 ساعات، وأن قرار التمديد اتخذ «من جانب واحد»، قال القيادي في «حماس» محمود الزهار أن أي مبادرة للتهدئة «يجب أن تتناسب مع تضحيات شعبنا وقدرات المقاومة». من جهته، أعلن نائب الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» زياد نخالة أن الحركة «تتعامل بحذر كبير مع هذه المبادرات الإقليمية والدولية»، محذراً «من الالتفاف على تضحيات شعبنا ودمائه، ونخشى من تحوّل معاناة غزة والعدوان عليها إلى ورقة في لعبة التجاذبات الإقليمية والدولية».