ما زال التصعيد سيّد الموقف في قطاع غزة، لكنه اتخذ منحى مختلفاً بعدما حيّدت إسرائيل حركة «حماس»، وركّزت معركتها ضد حركة «الجهاد الاسلامي» التي أعلنت امس أنها لن تقبل بتهدئة مع استمرار عمليات القتل، اي خارج معادلة «تهدئة في مقابل تهدئة». وكان الوضع الميداني تدهور في الساعات ال 24 الماضية، إذ ارتفع عدد الشهداء الى سبعة فيما وصل عدد الجرحى الى أكثر من 35 في قصف قال الجيش الاسرائيلي انه استهدف «موقعاً تخزّن فيه اسلحة» شمال القطاع ونفق تهريب وورشة لصنع الأسلحة، مضيفاً انه سقط خلال هذه الفترة نحو 19 صاروخاً وقذيفة هاون أُطلقت من قطاع غزة على جنوب إسرائيل، ما أدى الى إصابة طفل بجروح خفيفة. ولا يبدو ان الوضع الميداني مرشح للتحسن، خصوصا في ضوء تهديد اسرائيل باستهداف من يطلق الصواريخ، وفي الوقت نفسه تأكيد حركة «الجهاد» انها لن تقبل بعدم الرد على عمليات القتل. في هذا الصدد، قال الناطق باسم «الجهاد» لوكالة «فرانس برس» داود شهاب: «اذا اوقفت اسرائيل عملياتها، ستوقف المقاومة الفلسطينية من جانبها اطلاق الصواريخ. هذه هي المعادلة»، مضيفاً: «التهدئة مرتبطة بالسلوك والالتزام الإسرائيلي». في المقابل، أكد وزير الامن الداخلي الاسرائيلي ماتان فيلناي لاذاعة الجيش: «سنواصل ضرب الذين يضربوننا. ومنظمة الجهاد التي تستسهل استخدام السلاح، بدأت تدفع الثمن»، مضيفا: «أصبنا (بنيراننا) من يستحقون، وسنواصل القيام بذلك طالما استمر الارهاب ضد اسرائيل». وتابع ان «حماس مسؤولة عما يجري في قطاع غزة» لكنها «تبدي حذراً لأنه من مصلحتها ان تمر هذه الموجة»، مذكّرا بأنها «كانت دفعت في الماضي الثمن غاليا»، في اشارة الى الحرب الاسرائيلية على غزة نهاية 2008. كما قال وزير الاستخبارات دان ميردور للاذاعة ان اسرائيل مستعدة لاحترام هدنة ضمنية، مضيفا: «لن نهدد الهدوء ما لم يفعل الطرف الآخر ذلك... إلا أننا لن ننتظر إطلاق النار علينا وموت الناس للتصرف، وآمل في ان تُفهم هذه الرسالة». في هذه الاثناء، تتواصل المساعي لتثبيت التهدئة، إذ أعلن السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية ياسر عثمان لوكالة «معا» ان «قناة الحوار مستمرة بين مصر وإسرائيل من أجل وقف العدوان الاسرائيلي اليومي على قطاع غزة... ومصر تسعى بكل ما أوتيت من قوة الى انهاء العدوان لتثبيت التهدئة».