رأت دمشق ان «العنوان الأبرز» لمؤتمر أصدقاء سورية الذي عقد امس في اسطنبول انه «التفاف على التوافق الدولي» الذي جرى التعبير عنه في مهمة المبعوث الدولي كوفي انان. وبثت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) امس: «بمشاركة وزراء خارجية دول الاستعمار القديم الجديد وأدواتهم، استضافت حكومة رجب طيب أردوغان حلقة جديدة من حلقات العدوان والتآمر على الشعب السوري التي اتفق أعداء سورية على تسميتها «مؤتمر أصدقاء سورية»، كان عنوانه الأبرز الالتفاف على التوافق الدولي ومهمة أنان التي تشكل أرضية مقبولة لحل الأزمة في سورية». وزادت ان أردوغان «ثبت ما وصفته به عشرات الأقلام التركية، بأنه لا يتمتع بصفات رجل الدولة هذه الحقيقة مفتتحاً جوقة الافتراء على سورية عندما لجأ إلى خطاب غرائزي تحريضي استند فيه إلى تقارير إعلامية تبثها وسائل إعلامية محددة معروفة بعدائها لسورية، متجاهلاً كل ما تقوم به المعارضة السورية ومجموعاتها الارهابية المسلحة من أعمال قتل واختطاف وتعذيب اعترفت بها الأممالمتحدة ومنظمات دولية». وتابعت ان رئيس الوزراء التركي «نصب نفسه ناطقاً باسم الشعب السوري يحدد له ما يمكن قبوله وما يجب رفضه، عندما قال إن حكومته لا يمكن أن تقبل أي خطة ترمي إلى إبقاء النظام السوري الحالي ملغياً بذلك إرادة غالبية الشعب السوري التي عبرت أكثر من مرة عن دعمها لقيادتها وتمسكها بها وهو ما ظهر جلياً في الاستفتاء الشعبي على الدستور الجديد الذي يشكل العنوان الرئيسي للإصلاح في سورية كما أن هذا الإعلان السياسي يشكل استهدافاً مباشراً لخطة أنان التي تدعمها جميع الأطراف الدولية الفاعلة على المستوى الدولي». ورأت الوكالة الرسمية ان وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم كان «وفياً لخلفيته الأصولية المتشددة، إذ انه حرص على تبني طروحات تنظيم «الإخوان المسلمين» التي أعلنت الأسبوع الفائت في اسطنبول معتبراً أن هذه الطروحات تشكل مبادئ أساسية ستبنى عليها الدولة السورية، من دون أن ينسى الوفاء للكيان الصهيوني من خلال زعمه أن حل الأزمة السورية يرتكز على خطة الجامعة العربية المعلنة في 22 كانون الثاني (يناير) الماضي والتي أكدت مصادر موثوقة أنه قام بصياغتها خلال اجتماع تآمري عقده في مستوطنة نتانيا الإسرائيلية بالاشتراك مع ضباط من الموساد الإسرائيلي والاستخبارات الأميركية». وتابعت ان الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي كان «أشد انفصالاً عن الواقع من جميع سابقيه، عندما نسي مهمته الأساسية كأمين عام للجامعة العربية وبادر الى الدعوة إلى استهداف سورية عبر قرارات تبيح التدخل العسكري في شؤونها بالاستناد إلى البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة، متناسياً أن سورية كرست منذ تأسيس الجامعة العربية جميع مقدراتها السياسية والاقتصادية والعسكرية للدفاع عن القضايا العربية وتحرير الأراضي العربية المحتلة». وزادت ان العربي «بدلاً من أن يدعو إلى فرض قرارات صارمة بحق إسرائيل في ذكرى يوم الأرض انطلاقاً من المسؤولية الأخلاقية والسياسية التي تحدث عنها، استحضر كل ما لديه من بلاغات لغوية لوصف محنة الشعب السوري ومعاناته من دون أن يطلب الشعب السوري ذلك متجاهلاً دعوات الفلسطينيين للجامعة العربية لإنقاذهم من ظلم وإرهاب الدولة الذي يمارسها الكيان الصهيوني بحقهم». وتابعت ان برهان غليون «أقر بوجود سيولة مالية نفطية لدى مجلسه الذي يقتصر في عضويته على عشرات الأصوليين، فأعلن عن استعداده لتقديم رشى مالية لكل من يحمل السلاح في وجه الدولة السورية وينفذ الأعمال الإرهابية بحق الشعب السوري بعد أن فشل سابقاً في التأثير على الشعب السوري وخداعه بشعارات الديموقراطية التي فضحها أعضاء المجلس التآمري في العديد من المناسبات، عندما أكدوا أن رئيس المجلس وبعض الأعضاء يتخذون جميع القرارات والمواقف بطريقة ديكتاتورية تعبر عن عقدة السلطة المزروعة في عقولهم». وزادت «سانا» ان غليون «تعامى عن ممارسات الأمن التركي بحق مئات السوريين الذين احتشدوا أمام مقر انعقاد المؤتمر التآمري. وبدلاً من الاستماع إلى أصواتهم المطالبة بحماية سورية ورفض التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية واصل تنفيذ الأوامر المعطاة إليه من أسياده في الغرب ومشيخات النفط داعياً إلى إيصال السلاح إلى المجموعات الإرهابية المسلحة لتواصل أعمال القتل والإرهاب والمجازر في سورية».