واشنطن، بروكسيل – أ ب، رويترز، أ ف ب، يو بي آي – أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، أن شبح فشل وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إي) في مسألة أسلحة الدمار الشامل في العراق، يضغط على محللين يسعون الى تجنّب تكرار الخطأ ذاته في شأن البرنامج النووي الايراني. وأشارت الصحيفة الى «انهيار» محلل في الوكالة، كان ساهم في إعداد معلومات استخبارية حول «أسلحة الدمار الشامل»، بعد شهور على غزو العراق، اذ ذهب الى هناك واكتشف ان تلك أسلحة لم تكن موجودة. وأضافت ان المحلل أبلغ زملاء له، لدى تكليفه مهمة تقويم البرنامج النووي الايراني، قلقه من تكرار الخطأ مجدداً. ونقلت عن مسؤول سابق عَمِل مع المحلل، ان الأخير «شعر بذنب عميق لأنه أقحمنا في الحرب، ويخشى تكرار الأمر مجدداً». ولفتت الصحيفة الى أن محللين ومسؤولين في الاستخبارات الاميركية، والذين يواجهون صعوبات في فهم البرنامج النووي الإيراني، يدركون أن «سمعة الوكالة على المحك»، وسط تهديدات بضربة لطهران. وأضافت أن الفشل في العراق أثر في شكل عميق في اسلوب عمل المحللين، اذ وُضعت ضوابط جديدة لجعلهم أكثر تشكيكاً في تقويم الأدلة والحذر في استخلاص النتائج. ونسبت الى غريغ ثيلمان، وهو محلل استخباراتي سابق في الخارجية الأميركية استقال من منصبه احتجاجاً على «تسييس» إدارة الرئيس السابق جورج بوش المعلومات في شأن «اسلحة الدمار الشامل» في العراق، قوله: «يعتقد كثر في أجهزة الاستخبارات، بوجود شعور بأنهم لا يريدون تكرار الخطأ ذاته». لكنه استدرك أن «الاستخبارات حسّنت ممارساتها الآن، جزئياً بسبب» ما حدث في العراق. ولفتت «نيويورك تايمز» الى أن «سي آي إي» وأجهزة استخبارات أخرى فرضت على المحللين، بعد الفشل في شأن العراق، قواعد جديدة، بينها أن يفحص فريق منفصل كل نتيجة يتوصل إليها فريق آخر، كما مُنح المحللون إمكان الحصول على مزيد من المعلومات حول الوسائل التقنية والبشرية للتجسس، والتي تشكل مصدراً لمعلومات. ورجّحت الصحيفة اعتماد إدارة الرئيس باراك أوباما نهجاً مختلفاً عن إدارة بوش التي ضغطت على المحللين للتوصل إلى استنتاجات محددة مسبقاً. ولكن المحافظين في الولاياتالمتحدة يعتبرون أن إدارة أوباما تضغط على الاستخبارات، لتتجنب الإشارة في تقاريرها، إلى تقدّم مساعي إيران لصنع سلاح ذري. موسويان في غضون ذلك، رأى حسين موسويان، وهو مفاوض ايراني سابق في الملف النووي، ان إنهاء أزمة هذا الملف ممكن، إذا أقرّت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها حق طهران في تخصيب اليورانيوم. وكتب في صحيفة «بوسطن غلوب»: «المحادثات بين ايران والدول الست المقررة الشهر المقبل، توفر أفضل فرصة للخروج من الجمود المستمر منذ تسع سنوات في شأن البرنامج النووي الايراني». وموسويان هو الآن باحث زائر في جامعة برينستون في نيوجيرسي. وفي بروكسيل، أعلن الاتحاد الأوروبي ان موعد المحادثات مع ايران ومكانها، لم يحدداً رسمياً بعد. وقال ناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين أشتون: «المشاورات وصلت الى مرحلة متقدمة، وسنعلن التاريخ والمكان عندما نتوصل الى اتفاق كامل». وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أعلنت ان المحادثات ستُجرى في اسطنبول في 13 و14 من الشهر الجاري، معتبرة أنها «تشكّل نافذة أمام ايران، لكنها لن تبقى مفتوحة الى الأبد». وقالت: «سنذهب بنية واحدة: تسوية قلق المجتمع الدولي إزاء البرنامج النووي الايراني. سياستنا إزاء إيران تستند الى الوقاية، لا الاحتواء. نحن مصممون على ايران من امتلاك سلاح نووي. ناقشنا ما ننوي تقديمه في الاجتماع المقبل، والأمر منوط بإيران لتظهر أنها تنوي خيراً».