لم تتمكن التعزيزات العسكرية التي أرسلها الجيش اليمني إلى منطقة الحرور الفاصلة بين محافظتي إبين ولحج (جنوب) من استعادة موقع عسكري سيطر عليه عشرات المسلحين من «أنصارالشريعة» التابع لتنظيم «القاعدة» في هجوم مباغت فجر أمس أسفر عن مقتل 28 جندياً على الأقل، وإصابة 9 آخرين، وتدمير الموقع، والإستيلاء على دبابة ومدرعتين وكمية من الأسلحة والذخيرة. وقال مصدر قريب من «أنصار الشريعة» أن التنظيم أطلق على العملية إسم «معركة الكرامة»، إنتقاماً من جنود «اعتدوا على أبناء المنطقة الذين لجأوا إلينا لانصافهم». وأضاف ان «الهجوم أسفر عن مقتل معظم الجنود والضباط بعد معركة بمختلف الأسلحة استمرت ساعتين»، ونفى سقوط قتلى أو جرحى في صفوف «المجاهدين». وأكدت مصادر محلية في أبين ولحج ل «الحياة» أن المواجهات التي اندلعت في موقع الحرور كانت عنيفة وأن الجنود «صمدوا غير أن تأخر التعزيزات التي أرسلها اللواء 201 المرابط في المناطق المجاورة، إضافة إلى تعزيزات من محور عدن خذل الجنود، ومكن المهاجمين من السيطرة على الموقع واتكاب مجزرة». وأضافت المصادر أن التعزيزات التي أرسلها الجيش بدأت قصف الموقع، في محاولة لاستعادة السيطرة عليه، غير أنها لم تحرز أي تقدم حتى مساء أمس، وأشارت إلى أن طائرات تابعة لسلاح الجو أغارت على المنطقة، ويعتقد بأنها استهدفت تدمير الآليات العسكرية التي استولى عليها المسلحون. ورجحت هذه المصادر أن يكون هجوم مسلحي «القاعدة» على الموقع رداً على مقتل خمسة من عناصره في هجوم على سيارتهم بصواريخ أطلقتها طائرة تجسس أميركية من دون طيار أول من أمس في منطقة عزان التابعة لمحافظة شبوة (جنوب). وتزامن هجوم «أنصار الشريعة» على موقع الجيش فجر أمس مع تفجير مسلحين من «القاعدة» خط أنابيب ينقل الغاز الى منشأة تمتلك فيها شركة «توتال» الفرنسية الحصة الاكبر في ميناء بلحاف. وأعلنت مصادر في الشركة توقف عملية الضخ.