عاد الملف النووي الايراني الى الواجهة مع بدء الاستعدادات لجولة جديدة من المفاوضات الايرانية-الاوروبية. اذ تحدث عدد من الصحف العالمية عن محاولة البيت الأبيض منع الطرف الاسرائيلي من تنفيذ تهديداته بضرب ايران، مع التأكيد ان التهديد بالحل العسكري يساهم في الضغط على ايران على الخط الديبلوماسي. غموض قبل المفاوضاتفقالت صحيفة الغارديان ان الجولة المقبلة من المفاوضات بين ايران والمجموعة الاوروبية ستجري في اسطنبول خلال اسابيع من الآن، وذلك بعد توقف لعام كامل.وتضيف الصحيفة انه يتم التباحث حالياً في التفاصيل النهائية بين المسؤولين في مكتب الممثلة العلية للسياسة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون ومكتب المفاوض الايراني سعيد جليلي. ومن غير المعلوم حتى الآن اذا كان هناك اي طرح من قبل جليلي على الطاولة، ما يجعل من اقتراح: تبادل الاورانيوم المنضّب بالوقود النووي، سبيلاً لاعادة الثقة بين الطرفين.وقد يكون يشكل اقتراح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، بوقف 20 بالمئة من انتاج اليورانيوم المخصّب في مقابل الحصول على الوقود النووي، نقطة انطلاق للمفاوضات. وبذلك يكون الايرانيون قد حصلوا على ما يحتاجونه للاستخدام المدني فقط للطاقة النووية. بين الديبلوماسي والعسكريوكتبت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية انه في خضم الاستعدادات لجولة جديدة من المفاوضات مع ايران بشأن برنامجها النووي، يواجه سيّد البيت الأبيض معضلة هي التالية: "كي ينجح الجهد الديبلوماسي، على الحكومة الايرانية ان تصدّق ان الرئيس اوباما جاهز للأخذ بالحلّ العسكري."يعمل رئيس الولاياتالمتحدة الاميركية باراك اوباما، حسب الصحيفة، على هدفين اساسيين: الهدف الاول هو تجنّب الضغط الاسرائيلي والانخراط باكراً في عملية عسكرية. والهدف الثاني هو وضع حدّ لانتقادات الجمهوريين داخلياً الذين يعتبرون ان اوباما ناعم مع الايرانيين ومتشدد مع الاسرائيليين. اضف الى ذلك نتائج التجربة الافتراضية التي اجراها الجيش الاميركي منذ اسابيع قليلة والتي تفيد بأن الهجوم الاسرائيلي سيؤدي الى حرب اقليمية تحصد مئات القتلى الاميركيين. وهذه الاستنتاجات تضع البيت الابيض والاجهزة الامنية في موقف موحد على استبعاد الحلّ العسكري.وفي نفس الوقت، تنهي النيويورك تايمز، ان اي تردد في الأخذ بالحل العسكري سيدفع الايرانيين الى الظّن بأنهم ليسوا بحاجة لتقديم اي تنازلات على طاولة المفاوضات. التسريبات الاميركية لردع اسرائيلوفي تداعيات ما نشره موقع فورين بوليسي، امس، حول استعمال اسرائيل لقواعد جوية في اذربيجان في خطة الهجوم على ايران، قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية ان الاميركيين سرّبوا الخبر في محاولة لمنع اسرائيل من تنفيذ تهديداتها.واضافت الصحيفة ان واشنطن متخوفة من ان تُسهّل العلاقات الاسرائيلية-الاذربيجانية تنفيذ الضربة على ايران. وقد تكون التسريبات العديدة في الاعلام الاميركي جرس انذار مرتبط بهذه المخاوف، وإشارة للخوف من جدية النوايا الاسرائيلية التي "يسحب أوباما يده منها". طهران تكدّس القمحمن جهة ثانية، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال خبراً لافتاً مفاده ان ايران تزيد من استيراد القمح في مؤشر يدل على انها تعمل على تأمين مخزون استراتيجي من الحبوب تحسّباً لعقوبات اكثر قسوة او احتمال دخولها بحرب.ومن بين الدول التي استوردت ايران القمح منها في الاشهر الماضية: الولاياتالمتحدة، استراليا، البرازيل وكزاخستان. كما تجري حالياً محادثات بين ايران والهند لاستيراد كمية ضخمة من القمح.وتشير الصحيفة الى ان توفّر القمح امر اساسي بالنسة لإيران ويخوّلها منع اي ارتفاع في اسعار الخبز، وهو بدوره عامل ادى الى تحركات شعبية في العديد من دول الشرق الاوسط.وكانت الولاياتالمتحدة قد باعت ايران 180 الف طن من القمح تحت بند العقوبات الاقتصادية الذي يستثني المواد الغذائية من المواد الممنوع تصديرها. ___________مصادر:Wall Street JournalThe GuardianNew York TmesThe Independent