يعقد رئيس المجلس العسكري الحاكم في مصر المشير حسين طنطاوي اليوم اجتماعاً وصف بأنه سيكون «حاسماً» مع القوى السياسية الممثلة في البرلمان لمناقشة الخلافات في شأن تشكيل الجمعية التأسيسية المخوّلة وضع دستور جديد، مع تواصل انسحاب القوى الليبرالية واليسارية احتجاجاً على هيمنة الإسلاميين على الجمعية التي انتخبت رئيس البرلمان القيادي في «الإخوان المسلمين» سعد الكتاتني رئيساً لها أمس. وجاء ذلك في وقت أصبح أيمن نور الذي حل ثانياً بفارق كبير بعد الرئيس المخلوع حسني مبارك في الانتخابات الرئاسية العام 2005، على أبواب الترشح مجدداً للرئاسة من دون معوقات قانونية، بعدما أصدر طنطاوي أمس قراراً بالعفو عنه وإسقاط كل الأحكام الصادرة ضده. ويشمل العفو عن نور الذي يتزعم حزب «غد الثورة» إلعاء العقوبات والآثار المترتبة عليها، وبالتالي يلغي حرمانه من العمل السياسي. وكان حكم على نور في العام 2005 بالسجن 5 سنوات في قضية تتعلق باتهامه بتزوير توكيلات حزب «الغد»، وهو الحكم الذي أيدته قبل نحو شهر محكمة النقض ليصبح نهائياً وباتاً. واعتبر نور أن القرار «إعادة لحق مسلوب لسبع سنوات ومن الآثار الجيدة للثورة». ولفت إلى ان مسألة ترشحه في الانتخابات الرئاسية تعود إلى حزبه. غير أن القيادي في الحزب شادي طه أكد وجود اتجاه للدفع بنور إلى المنافسة قد يعلن بعد اجتماع للهيئة العليا للحزب اليوم. وكان الاجتماع الأول للجمعية التأسيسية المنوط بها وضع دستور جديد شهد جدلاً واسعاً في شأن مسألة انتخاب رئيسها في ظل الانسحابات وغياب ربع الأعضاء. وطلب أعضاء في الجمعية إرجاء انتخاب رئيس لها إلى حين الوصول إلى توافقات مع الأعضاء المنسحبين. ودعا الشاعر فاروق جويدة إلى تنازل 15 عضواً ليُسمح بتمثيل اكبر للمفكرين وفقهاء القانون، وأيده في هذا الاقتراح نائب رئيس حزب «الوسط» عصام سلطان. غير أن بياناً خرج في نهاية الاجتماع مدفوعاً برأي أعضاء في اللجنة من جماعة «الإخوان» وحزب «النور» السلفي رفض هذا الاقتراح، لافتاً إلى وجود خبرات قانونية في التشكيل الحالي. وأشار إلى أنه «عند اعتذار البعض عن عدم المشاركة، فإن البديل سيكون من ضمن الأعضاء الاحتياطيين الذين تم انتخابهم». وأشار إلى أنه «تم الاتفاق على تشكيل لجنة لتلقي اقتراحات في شأن نظام عمل الجمعية ولائحتها والاتصال بالأعضاء الذين لم يحضروا للحوار معهم من أجل انضمامهم إلى الجميع، ومنح هذه اللجنة اسبوعاً على ان يتم عقد اجتماع الأربعاء المقبل لمعرفة نتائج هذه الاتصالات».