أكد تنظيم «الصحوة» في محافظة ديالى (شمال شرقي بغداد) العثور على منشورات تهدد رجال الدين وخطباء الجمعة بالقتل، في حال عدم مبايعتهم زعيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي خليفة، وأمهل التنظيم خمسة تنظيمات توالي «القاعدة» يومين «للتوبة». وأكد القيادي في «الصحوة» رعد الجبوري ل «الحياة»، أن «منشورات تابعة لداعش هددت رجال الدين السنة بالقتل وإباحة أموالهم وممتلكاتهم في حال عدم تقديم الطاعة ومبايعة البغدادي خليفة للمسلمين». وأضاف أن «المنشورات اعتبرت رافضي بيعة البغدادي مروقاً من الإسلام وارتداداً، وأن الحكم الشرعي يقضي بقتلهم بدعوى النفاق والردة». إلى ذلك، اعتبر رجال دين وخطباء سنة التهديدات: «رداً على الخسائر التي تكبدها داعش في ديالى بعد تحرير مناطق كانت أبرز معاقل التنظيم في ناحية حمرين والصدور وجلولاء». وأكد الشيخ عساف الدليمي ل «الحياة»، أن «خطباء ديالى السنة يرفضون خلافة البغدادي المزعومة ولن يقدموا على تحقيق أي من مطالب داعش، كونه تنظيم مسيء للإسلام وتعاليمه السمحاء». وأشار إلى أن «زج مقاتلين أجانب غير مسلمين بين صفوف مسلحي داعش لقتال المسلمين يؤكد أن التنظيم لا علاقة له بالإسلام، وأن هدم قبور الأنبياء وحرق الكنائس ونسف دور العبادة التابعة للطوائف الإسلامية الأخرى منافي للأديان السماوية كافة، وأن داعش تنظيم يحمل أفكار القتل والاغتصاب باسم الإسلام». وكانت الهيئة الشرعية للتنظيم في ناحية السعدية أمهلت خمسة تنظيمات توالي «القاعدة» 48 ساعة للتوبة ومبايعة البغدادي أو المغادرة أو القتل. وقال مسؤول رفيع المستوى في مكتب مكافحة الإرهاب في اتصال مع «الحياة»، إن «المعلومات الاستخباراتية المتوافرة تؤكد شمول الجماعة النقشبندية وأنصار السنة وجيش المجاهدين والجيش الإسلامي وثورة العشرين في التهديد، وأن حرب السيطرة على الأموال والمناطق بدأت بين هذه التنظيمات وداعش منذ ثلاثة أسابيع على خلفية قتل مسلحي البغدادي 18 قيادياً رفضوا إلقاء السلاح ومبايعة زعيم داعش خليفة». في سياق متصل، استبعد شيوخ عشائر قدرة «داعش» على استعادة سيناريو الزرقاوي في ديالى، وقالوا إن سكان المحافظة لن يدخلوا مجدداً في حرب طائفية كما حصل في بين 2006 و2008. وأوضح الشيخ سنان العبيدي في تصريح إلى «الحياة»، أن «خطباء المساجد ركزوا منذ تطهير ديالى من الإرهابيين على وحدة الصف ونبذ الإرهاب والعنف، وأن هذا التوجه أصبح راسخاً بين الطوائف والأقليات التي تقطن المحافظة». أضاف أن «العمليات التي أقدم عليها داعش وما ترتكبه عصاباته من قتل وتنكيل ونسف لدور العبادة والمزارات، وآخرها نسف مرقد الشيخ صالح في قضاء داقوق التابع لمحافظة كركوك، وقيام مسلحيه باغتصاب نساء وإباحة القتل، صنع حاجزاً كبيراً بين التنظيم والأهالي».