صدر للدكتور محمد بن ناصر الشثري كتاب بعنوان «وفاء لرجل الوفاء»، يؤرخ فيه لمآثر الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله. ويتكوّن الكتاب من فصلين، إضافة إلى بعض كتابات الأمراء عن الفقيد الراحل وعدد من رجالات الدولة، وفي ختام الكتاب ملحق صور عن زيارات الأمير سلطان لعائلة الشتري بالرياض، إذ كان يربط بين تلك الأسرة وبين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رباط وثيق وصلة طيبة وعلاقة مميزة استمرت عقوداً. يذكر أن الشيخ ناصر والد المؤلف كان لصيقاً بالأمير الراحل منذ عقود طويلة، وكان بينهما الكثير من المواقف الطيبة، إذ كان يرافقه في السفر داخل الوطن وخارجه، ما يستدعي أن يوثقه في عمل علمي كبير، وقد تكون هذه مسؤولية مهمة ووطنية ملقاة على عاتق الشيخ ناصر أبو حبيب، الذي بالتأكيد لديه ما يسرده عن الأمير سلطان أكثر من أي فرد آخر. وفي رثاء الأمير سلمان بن عبدالعزيز في أخيه سلطان، وضمه الكتاب يقول: «إن من أجل الأمور أن يقف المرء موقفاً يذكر فيه مناقب الأمير سلطان بن عبدالعزيز، أو يستذكر مآثره أو يعدد أعماله الخيرة على مر السنين، إن مآثر سلطان وأعماله الخيرية دليل على أن ذكراه باقية في قلوبنا لا تنسى». رحل سلطان الخير، كما يذكر الكتاب، بعد أن قدم كثيراً من الأعمال الجليلة، وحقق ما لا يحصى من الإنجازات الكبيرة، وتمثلت جهوده الإنسانية رحمه الله في دعمه لإنشاء الكثير من الجمعيات الخيرية والإنسانية ودعمه للأعمال الدعوية في الداخل والخارج، إذ كان سلطان مضرب المثل في فعل الخير حتى قيل عنه: «سلطان الخير فما من خير إلا ولسلطان نصيب فيه». ووجد الدكتور محمد الشثري أنه وفاء لهذا الرجل الكبير، وتقديراً له ولأسباب عدة ألف هذا الكتاب، وقال إن الأمير سلطان ممن كثر الثناء عليه بعمل الخير والناس شهود الله في أرضه، وإنا لنرجو من الله عز وجل أن يرحم الأمير سلطان برحمته ويسكنه الجنة، ومن الدوافع لهذا العمل أيضاً أن الأمير سلطان أمضى أكثر من خمسين عاماً في خدمة وطنه ومواطنيه، أدعو الله سبحانه وتعالى أن يجعل كل أعماله الخيرة في موازين حسناته. وتضمن الفصل الأول من الكتاب خمسة مباحث، تطرق فيها إلى نسب الراحل ومولده ونشأته في مدرسة الملك عبدالعزيز ومكوناته الشخصية العلمية والتعليمية والفكرية وعلاقاته بأسرته وإخوانه وعطفه وحنوه على من حوله. واشتمل الفصل الثاني على الجوانب الإنسانية للأمير سلطان وحبه للخير، ثم أورد بعض كتابات الفقيد الراحل منها كتابة الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وكلمة وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، كما تضمن كلمة المستشار بالديوان الملكي الشيخ ناصر بن عبدالعزيز أبو حبيب الشثري ضمنها ثلاثة أبيات من الشعر العامي في رثاء الأمير سلطان يقول فيها: مات الأمير ومات راعي الشهامات/ مات الكريم اللي يعرف المواجيب/ يا عنك ما في الموت شك ولا ريب/ لومات شخصه فعله الخير ما مات/ يشهد له التاريخ بالبذل والطيب». ثم كلمة الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري تحدث فيها عن بعض الوقائع والمشاهدات المتعلقة بالأمير سلطان، كما تضمن الكتاب ملحقاً لصور زيارات الأمير سلطان رحمه لله لأسرة الشثري.