حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السياسيين العراقيين على نبذ الخلافات والمضي في تشكيل الحكومة لمواجهة «مخاطر التقسيم»، معلناً برنامجاً لإيواء وتقديم المساعدات إلى النازحين، فيما تظاهر مئات المسيحيين في أربيل مطالبين المنظمة الدولية بتوفير الحماية لهم من هجمات تنظيم «داعش». ووصل كي مون إلى بغداد أمس في إطار جولة إقليمية تركزت حول الوضع في قطاع غزة، ومن المقرر أن يتفقد أوضاع النازحين العراقيين، بالتزامن مع إعلان مفوضية حقوق الإنسان أنهم تجاوزوا المليون وربع المليون شخص. وأعلن بان خلال مؤتمر صحافي عقده عقب اجتماع مع رئيس الوزراء نوري المالكي دعم المنظمة الدولية «جهود العراق الرامية إلى التغلب على الانقسامات وبناء عراق آمن»، داعيا القوى السياسية إلى «الالتزام بالتواقيت المحددة في الدستور لانتخابات رئيسي الوزراء والجمهورية (انتخب أمس) للتصدي للتحديات المقبلة»، وأضاف أن «محادثاتنا مع المالكي كانت مثمرة، وتركزت على الأزمة الأمنية وتشكيل حكومة جامعة، والعلاقات بين أربيل وبغداد اللتين ندعوهما إلى استعادة شراكتهما عبر الدستور بهدف التصدي للتردي الأمني ومخاطر التقسيم». وقال المالكي: «أكدنا خلال لقائنا الالتزام بالعملية السياسية والديموقراطية، وسنتمكن من تجاوز الصعوبات، ونؤكد أن القوات العراقية استعادت زمام المبادرة في حربها على الإرهاب، والمعركة ليست طائفية»، وأضاف أن «الأممالمتحدة أبدت استعدادها لتقديم المساعدات إلى النازحين، وسيتم منح مليون ونصف المليون دينار عراقي لكل أسرة نازحة، فضلاً عن مساعدات أخرى»، وأشار في محور إلى أن «القضية الفلسطينية، وما يجري من هجمة شرسة ضد غزة، لعله السبب في بروز التوترات التي نعيشها». والتقى بان في النجف المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، قبل أن يتوجه إلى أربيل لتفقد مخيمات اللاجئين، وتزامنت زيارته مع خروج المئات من المسيحيين في تظاهرة شارك فيها رجال دين مسلمون احتجاجاً على تهجيرهم من الموصل، ودعا المتظاهرون في مذكرة رفعت إلى مكتب الأممالمتحدة الحكومة العراقية إلى «تحمل مسؤوليتها في إغاثة وتعويض المتضررين ودفع رواتبهم»، وطالبوا «المجتمع الدولي والجهات ذات العلاقة بتوفير الحماية للمسيحيين، عبر تشكيل حكومتي العراق وإقليم كردستان أفواجاً نظامية من أبناء المكون المسيحي، وإصدار قرار يمنع منعاً باتاً التصرف بممتلكات وعقارات المهجرين من أبناء الأقليات وإبطال كل الإجراءات اللاقانونية الخاصة بعمليات البيع والشراء وحجز العقارات، وتعديل النصوص الدستورية والقوانين التي تهمش حقوق المسيحيين». وخلت الموصل في 18 الشهر الجاري من المسيحيين للمرة الأولى في تاريخها، إثر تهديدات أطلقها تنظيم «داعش» الذي خيرهم بين إشهار إسلامهم أو دفع الجزية، أو المغادرة. ولليوم الثالث على التوالي تواصلت الاشتباكات بين قوات «البيشمركة» الكردية ومسلحي «داعش» في منطقة فلفيل قرب ناحية تلكيف ذات الغالبية المسيحية الواقعة في سهل نينوى، أوقعت قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، فيما نشر التنظيم المتشدد صوراً قال إنها لثلاثة عناصر من «البيشمركة» أسرهم خلال الاشتباكات.