هاجم حزب البعث، بزعامة عزة الدوري أمس تنظيم «داعش»، واعتبره «صنيعة قوى الشر»، فيما دعا رؤساء الكنائس في العراق الحكومة وإقليم كردستان إلى حماية المسيحيين، محذرين من نشوب حرب أهلية تؤدي إلى «تقسيم عشوائي» للبلاد. وجاء في بيان لحزب البعث ان «داعش منظمة إرهابية صنيعة قوى الشر، وتحمل مشروع إجهاض الثورة الشعبية العارمة التي يشهدها العراق، وسنقف في وجهها بكل قوتنا». وأضاف: «في الوقت الذي نعلن موقفنا وبراءتنا من كل أفعال داعش، فإننا نبين اعتزازنا بكل الإخوة الذين يؤدون مهمتنا من ثوار العشائر والفصائل الوطنية التي تقاتل معنا جنباً إلى جنب من أجل تحرير كامل تراب العراق». وكان الدوري أشاد في كلمة مسجلة بمقاتلي «القاعدة» و»داعش» بعد إعلان الاخير إحكام سيطرته على محافظة الموصل. وتابع البيان ان «جرائم داعش بدأت تتسع وتتفاقم، وآخرها تهجير الإخوة المسيحيين من مدينة الموصل بشكل يبعث على الأسف، وهو ما نرفضه بشكل تام. فسيبقى المسيحيون جزءاً أصيلاً من هذا الوطن الحبيب ولن نسمح لأحد بأن يكون خنجراً مسموماً في ظهر مكونات المجتمع فالعراق وطن الجميع عرباً وأكراداً، أصلاء وليسوا عملاء، وتركماناً وسنّة». وأخضع «داعش» وطبق رؤيته المتشددة للشريعة الإسلامية على الأقليات الدينية من المسيحيين والشيعة والإيزيديين، ما تسبب بتهجير مئات الآلاف من سكان المدينة . وكان تنظيم «النقشبندية» بزعامة الدوري، أعلن رفضه عمليات التهجير التي يتعرض لها المسيحيون. الى ذلك، نشر «داعش» صوراً للقيادي في التنظيم شاكر وهيب في الموصل، وكانت القوات الأمنية أعلنت أكثر من مرة قتله في محافظة الأنبار. وتظهر الصور وهيب وهو يرتدي زياً أفغانيا ويضع على رأسه قبعة الجيش العراقي. وهجر المئات من الأسر المسيحية باتجاه مناطق سهل نينوى ومدن أربيل ودهوك الخاضعة لسيطرة الأكراد، إثر تلقيها تحذيرات، إما إشهار إسلامها أو دفع الجزية، أو مغادرة المدينة. وقال بطريرك الكلدان «الكاثوليك» لويس ساكو خلال مؤتمر في أربيل مع رؤساء كنائس الموصل إن «أكثر من 25 ألف مسيحي كان يسكن المدينة قبل عام 2003، ونحو 100 ألف في أطراف محافظة نينوى»، وأضاف أن «المتشددين يحتلون الآن اكثر من 30 ديراً وكنيسة، حولوها إلى مقرات وجوامع بعد أن انزلوا صلبانها وأحرقوا محتوياتها». وأضاف: «وجهنا نداء إلى المجتمع الدولي وإخوتنا المسلمين، وعلى الحكومة العراقية تحمل مسؤولياتها، كوننا لا نملك جيشاً، فالمسيحيون بعيدون عن ثقافة العنف كي يحملوا السلاح بالمعنى الضيق، وكان يجب أن يكون صوت المسلمين عالياً، خصوصا بعد أن استخدمت الجوامع لحض المسيحيين على ترك المدينة وحللت أموالهم، وربما هناك أياد خارجية وراء ذلك». وتابع ان «الأسر المسيحية النازحة هي على خط التماس مع المتشددين، وطالبنا حكومة إقليم كردستان بتوفير الحماية لمناطقهم في سهل نينوى، مخافة شن المسلحين هجمات جديدة»، وختم قائلاً: «قلقنا يتركز في نقطتين، وهي أن تعم الفوضى وبالتالي اندلاع حرب أهلية، وكذلك من تقسيم عشوائي للبلاد، والحماية اللازمة لنا وللأقليات الأخرى وحفظ حقوقهم كاملة». ودعا بيان صدر عقب الاجتماع إلى «تقديم المساعدات للنازحين بعد أن فقدوا كل أموالهم ومنحهم التعويضات، فضلا عن صرف رواتبهم، والتفكير الجاد في حال استمرار المحنة بتوفير سكن ومدارس وجامعات لأبنائهم». في المقابل قال رئيس الوزراء نوري المالكي في كلمته الأسبوعية أمس إن حكومته «لن تسمح باستهداف المسيحيين والأقليات ولن تتخلى عنهم، فهم أخوتنا». ميدانياً أفاد مصدر أمني أن «اشتباكات اندلعت بين قوات البيشمركة والمتشددين قرب ناحية تلكيف (شمالي الموصل)، سيطر خلالها المسلحون على شركة أدوية نينوى والمنطقة الحرة للتبادل التجاري»، مشيراً إلى «وقوع قتلى وجرحى في صفوف البيشمركة».