بثت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) تقريراً عن احتفالات أكراد سورية ب «عيد نوروز» وخروج «أبناء سورية من الأكراد» الى الطبيعة في أجواء «تعكس الغنى والتنوع الثقافي والفلكلوري والحضاري لسورية». وأوضحت الوكالة أن ريف دمشق وعدداً من المحافظات «شهد احتفالات المواطنين الأكراد بالعيد حيث تضمنت العديد من الفقرات الثقافية والفنية، وأنشد المشاركون الأغاني الفلكلورية وتبادلوا التهاني وعقدت حلقات الدبكة والرقص الشعبي مستقطبة المشاركين فيها من مختلف الأعمار». ونشرت «سانا» صوراً للمحتفلين وقد رفعوا أعلام سورية. وزادت ان المحتفلين في ريف دمشق تجمعوا في منطقة الصبورة منذ ساعات الصباح الأولى و «حملوا معهم كل ما يحتاجونه من طعام وشراب، فيما البعض افترش الأرض ونصب الخيم انخرط الآخرون في حلقات الدبكة والرقص في جو من الحماس أشاعته أصداح الموسيقى الفلكلورية في المكان». ونقلت «سانا» عن «مواطنين أكراد» تعبيرهم عن «مشاعر الفرح التي تغمرهم في هذا اليوم»، وقال محمد عمرو الذي اصطحب عائلته: «جئنا لمشاركة الأقارب والأصدقاء فرحة العيد وتبادل الأماني الطيبة بعام سلام وخير على جميع أبناء سورية»، بينما قال ابنه بشار (9 سنوات) إنه سعيد، وقضى امس «كله باللعب». اما زوجته كوليستان الشيخ أحمد من القامشلي «التي ارتدت ثوباً فلكلورياً من اللون الأصفر والأحمر»، فتحدثت عن «جو من الفرح والبهجة لدى كل أفراد الأسرة». وأضافت: «ننشغل على مدى أسبوع من قدوم العيد بشراء ملابس جديدة وتحضير الكاميرا والأفلام وأنواع من الأطعمة، أهمها اليبرق والمشاوي والتبولة». وبعدما أشارت الوكالة الرسمية الى ان «العيد يحظى بقيمة واحترام كبيرين عند الأجيال المتعاقبة»، نقلت عن ناصر محمد (14 سنة) وعاكف رمي (ثالث ثانوي) قولهما ان «النوروز عيد يبعث فينا الكثير من المشاعر ونتشارك مع أصدقائنا الكثير من النشاطات وخاصة الدبكة والرقص»، فيما قالت بردوخان (سنة ثالثة في كلية حقوق): «إننا نحتفل بالعيد بحرية كاملة ونمارس طقوسه بما تحمله من دلالات ورموز وطنية للأكراد، كما أن العيد وقفة مع الفرح وتبادل الأماني الطيبة للجميع». وتابعت «سانا» أن الاحتفالية «تستقطب كل الأعمار». وأشارت الى ان «التراث الكردي حضر بقوة في الاحتفال في أثواب النساء الطويلة المثقلة بالاكسسوارات في باقة من الألوان تحاكي روعتها الربيع في تنوع ألوان أزهاره». وفي الحسكة في شمال شرقي البلاد، اشارت «سانا» الى ان «مظاهر احتفالات الأكراد السوريين على إشعال الشموع والوقوف دقيقة صمت تخليداً لأرواح الشهداء الذين ضحوا بحياتهم لتبقى سورية عزيزة مصانة». وزادت: «منذ مساء (اول امس) أشعلت الشموع على شرفات المنازل وفي الشوارع العامة والفرعية حزناً على ما تمر به البلاد وما يتعرض له الشعب السوري من هجمة شرسة، حيث قرر أكراد المحافظة عدم الاحتفال بالعيد الذي كان يقام في كل عام في مناطق محددة وتتخلله فقرات غنائية ودبكات فلكلورية». ونقلت عن ناظم هوزان قوله، إن عيد النوروز «ليس حكراً على الأكراد، فقد كانت جميع مكونات المجتمع الجزراوي تشارك إخوانهم الأكراد في هذه المناسبة التي ترمز للمحبة والسلام ورفع الظلم عن الناس والفرحة بقدوم فصل الربيع». وأشارت الى ان جوانة خورشيد تمنت أن «يكون عيد النوروز القادم عيد محبة وخير وسلام وفرح للشعب السوري، وقد انتصر على أعدائه وعم السلام ربوع سورية لتعود كما كانت مهد السلام وملتقى الحضارات ووجهة كل شرفاء العالم». وتابعت الوكالة الرسمية ان أهالي مدينتي عامودا والدرباسية في شمال شرقي البلاد، أشعلوا الشموع و «أكدوا على أهمية توحيد الصف السوري الداخلي وعدم السماح لأي جهة بأن تستغل التنوع المجتمعي والفسيفساء الحياتية من أجل بث الفتنة والاستفراد بأبناء شعبنا»، مشيرين إلى أن هذا «التنوع هو مصدر قوة لا مصدر ضعف لسورية، والدليل على ذلك مرور عام على المؤامرة ولم يستطع أعداء سورية أن ينالوا من أي مكون من مكونات شعبنا».