تزايد حملات التضامن مع السجينة الفلسطينية هناء شلبي التي دخلت يومها الثلاثين من الإضراب المفتوح على الطعام، وهو أسلوب اتبعه السجناء الفلسطينيون لتسليط الضوء على سياسة الاعتقال الإداري الإسرائيلية. ويوم الجمعة، زار وفد من المجلس التشريعي الفلسطيني، ومفوضية العلاقات الدولية لحركة "فتح،" وعدد من الشخصيات السياسية، خيمة الاعتصام التضامنية مع شلبي. وقال رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي الفلسطيني، عبد الله عبد لله، إن هناء شلبي، التي تخوض إضرابها عن الطعام لليوم الثلاثين، "تحمل قضية أمتنا وشعبنا إلى العالم، مستنكرة الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا وبحق الحركة الأسيرة." وأضاف وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية أن شلبي "صامدة أمام كسر إرادتنا في التحرر، وهي اليوم في نظرنا جان دارك فلسطين،" في إشارة إلى الفرنسية جان دارك التي اشتهرت بمقاومة الاحتلال البريطاني في القرن الرابع عشر. وأشار إلى أن "القيادة الفلسطينية والمجلس التشريعي، وبناء على تعليمات الرئيس محمود عباس، تواصل مخاطبة العالم من أجل إنقاذ حياة الأسيرة وتبييض السجون من كل المعتقلين." ويهدف السجناء إلى تسليط الضوء على إجراءات الاعتقال الإداري الذي يسمح لإسرائيل باحتجاز المعتقلين إلى أجل غير مسمى لأسباب أمنية، كما يسمح أيضاً بالاعتقال بناء على أدلة سرية، وليس هناك حاجة لتوجيه الاتهام إلى المعتقلين أو السماح لهم للمثول أمام المحكمة. ومع حلول ديسمبر/ كانون أول 2011، كان هناك 307 فلسطينيين رهن الاعتقال الإداري، وفقاً لجماعة "بتسليم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان، ما يشكل زيادة بنسبة 40 في المائة عن العام السابق. ويوم الثلاثاء الماضي، أعلن 14 سجيناً فلسطينيا في السجون الإسرائيلية خلال بيان صحفي بدء إضراب جزئي عن الطعام، تضامنا مع شلبي، بينما قالت جهات رسمية فلسطينية لCNN بالعربية إن وضعها الصحي في تراجع مستمر. وقال عيسى قراقع، وزير شؤون الأسرى والمحررين بالسلطة الوطنية الفلسطينية لCNN بالعربية: "وضع الأسيرة هناء الصحي في تراجع مستمر بسبب الإضراب عن الطعام، فأطباء حقوق الإنسان الذين أجروا فحوصات لها قالوا بأن وضعها أصبح سيء." وأضاف قراقع أن شلبي: "تعاني من تناقص كبير في وزنها، وانخفاض في سرعة دقات القلب ونسبة السكر في الدم، إضافة لعدم القدرة على الوقوف أو الكلام بشكل جيد". ولفت الوزير الفلسطيني إلى وجود "هناك اتصالات وتحركات للإفراج عن الأسيرة شلبي،" مشيراً إلى أن قضيتها تنتظر "قرار المحكمة الإسرائيلية التي كان من المفترض أن ترد على التماس المحامين ضد قرار اعتقالها الإداري، ولكنها لم تفعل ذلك حتى الساعة." وأعرب قراقع عن أمله في أن "تثمر كل التحركات والضغوط والاتصالات، بشكل إيجابي يؤدي للإفراج عنها." وحول فعاليات السجناء تضامنا مع هناء شلبي قال قراقع: "هناك أسرى مضربون عن الطعام منذ 16 يوم تضامنا مع الأسيرة شلبي، إضافة للأسير كفاح حطاب المضرب عن الطعام منذ 15 يوم لمطالبته بالتعامل معه كأسير حرب، وهو يعاني من أوضاع صحية متردية جدا". وكانت هناء شلبي قد اعتقلت في 16 شباط الماضي وذلك بعد أن أطلق سراحها خلال صفقة تبادل الأسرى التي تعرف بصفقة شاليط أواخر العام الماضي، وهي تخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ تاريخ اعتقالها.