دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - انسحب منشقون سوريون تابعون ل «الجيش السوري الحر» من مدينة دير الزور في شرق سورية أمس بعد مواجهات عنيفة مع الجيش النظامي في أحدث انتكاسة لقوات المعارضة التي خسرت مواقعها في الكثير من المناطق وعلى رأسها حمص وريف دمشق وإدلب خلال الأسابيع الماضية. وقالت مصادر في المعارضة إن القوات الحكومية قصفت مناطق سكنية أيضاً في مدينتي حماة وحمص وبلدة الرستن القريبة مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من المدنيين والعسكريين. وأجبرت القوات المعارضة المسلحة تسليحاً خفيفاً على الانسحاب من مناطق في سورية في الأسابيع القليلة الماضية واستخدم الجيش المدفعية الثقيلة لملاحقتهم في البلدات والمدن وحقق أحدث انتصار له في بلدة دير الزور التي تقع على الطريق إلى العراق. وقال بيان لاتحاد اللجان الثورية بدير الزور إن الدبابات دخلت الأحياء السكنية ولا سيما في المناطق الجنوبيةالشرقية من دير الزور وإن الجيش السوري الحر انسحب «لتفادي وقوع مجزرة بين المدنيين». وبعد أن سيطر الجيش السوري الحر المعارض على مناطق كبيرة من الأراضي، يقول محللون إن المعارضين بدا أنهم يلجأون إلى أساليب التمرد في إشارة إلى هجومين بسيارتين ملغومتين في بلدتين كبيرتين مطلع الأسبوع وتخريب جسر رئيسي. وجاء التراجع في دير الزور، فيما قالت مصادر للمعارضة إن الدبابات السورية قصفت مناطق رئيسية في مدينة حماة في محاولة لطرد مقاتلي الجيش السوري الحر الذين استأنفوا العمليات في المدينة بعد عدة هجمات شنها الجيش لإخضاع سكانها. وأضافت المصادر أن القصف بقذائف المورتر والمدافع الآلية الثقيلة تركز على حي الحميدية الواقع بوسط حماة والذي استهدفته الغارات التي شنت خلال الليل لاعتقال المعارضين الذين لجأوا إلى هناك بالإضافة إلى حي باب قبلي في القطاع الغربي من المدينة. كما اندلع قتال إلى الشمال حول حماة. من ناحيته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 18 شخصاً قتلوا أمس في أعمال عنف في مناطق عدة، فيما أشار ناشطون إلى انتشار أمني كثيف ومداهمات في أحياء عدة من دمشق وريفها بعد الاشتباكات التي جرت الاثنين بين القوات النظامية ومنشقين. فقد قتل 13 شخصاً في محافظة حمص، بينهم عائلة مكونة من رجل وزوجته وطفلتهما اثر سقوط قذيفة على منزلهم في مدينة الرستن، وسبعة أشخاص نتيجة القصف على حي الخالدية في مدينة حمص، وثلاثة اثر إطلاق نار في حي باب السباع في المدينة. في محافظة حلب (شمال)، قتل شاب في مدينة اعزاز اثر إصابته برصاص قناصة. وقتل شخص في إطلاق نار من رشاشات ثقيلة وخفيفة في مدينة حماة (وسط). كما قتل رجل اثر إصابته في إطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفذتها القوات السورية في مدينة القورية في محافظة دير الزور (شرق). في محافظة درعا (جنوب)، قتل جندي من الجيش النظامي السوري في «هجوم نفذته مجموعة مسلحة منشقة على حاجز المشفى في مدينة جاسم فجر» أمس. بينما قتل جندي منشق اثر إصابته بإطلاق رصاص في بلدة بنش في محافظة إدلب (شمال غرب). وأفاد المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها أبو عمر وكالة فرانس برس عن انتشار كثيف للقوى الأمنية في ساحة العباسيين في دمشق وفي معضمية الشام. وقال إن القوى الأمنية أجرت مداهمات في مناطق عدة في العاصمة والريف، بينها في دوما والضمير. وكانت اشتباكات بين قوات النظام ومجموعات منشقة وقعت فجراً في حيي القابون وبرزة في دمشق. ولم ينجح الجيش السوري الحر في مضاهاة الأجهزة الأمنية للنظام السوري وقال خبراء إن المعارضة يبدو أنها تغير من أساليبها. وكان 30 على الأقل قتلوا في هجومين بسيارتين ملغومتين في العاصمة دمشق ومدينة حلب مطلع الأسبوع ودمر المعارضون أيضاً جسراً للسكك الحديدية يربط بين دمشق ودرعا وفقاً لوسائل الإعلام الرسمية السورية. ويحذر المحللون من تحول الانتفاضة إلى حرب أهلية شاملة.