اكدت السفارة الاميركية في بغداد ان السفير الاميركي كريستوفر هيل نجا من انفجار عبوة ناسفة على الطريق قرب موكبه في الناصرية (380 كلم جنوب بغداد) أول من أمس، فيما ذكرت مصادر اميركية ان زيارة هيل الى محافظة ذي قار، وعاصمتها الناصرية، تندرج ضمن برنامج زيارات الى عدة محافظات بهدف اقامة علاقات مباشرة مع الحكومات المحلية. وصرحت الناطقة باسم السفارة الاميركية سوزان زيادة ان «عبوة ناسفة انفجرت قرب موكب يقل مسؤولين في السفارة، بينهم السفير، الأحد في محافظة ذي قار» مؤكدة «عدم اصابة اي من المسؤولين او السفير»، وأضافت ان «التحقيق جار في الحادث» من دون ان تحدد مكان الانفجار بالضبط. وكان صحيفة «يو.اس.ايه توداي» ذكرت ان مراسلها كان في موكب منفصل يفصله عدة دقائق عن موكب هيل. وقال هيل للصحافي في ما بعد «كان هناك دوي وتخطينا سحابة كثيفة من الدخان. جميعنا بخير». وذكرت زيادة ان هيل زار الناصرية للقاء حكومتها المحلية والاجتماع بفريق الاعمار الاميركي الموجود في قاعدة طليل، غرب المدينة. واشارت المصادر الامنية في الناصرية الى ان انفجار العبوة الناسفة بموكب السفير الأميركي تم لدى عودته من الناصرية الى بغداد. وكان هيل عقد مؤتمراً صحافياً في الناصرية أكد استمرار حكومة بلاده في دعم العراق وتطوير العلاقة الإستراتيجية بين البلدين، مشيراً الى ان زيارته إلى محافظة ذي قار تأتي ضمن عدد من الزيارات سينظمها إلى عدة محافظات عراقية لمعرفة سبل تطوير العلاقة مع العراق وشعبه. لكن مصدراً في السفارة الاميركية اكد ل «الحياة» ان «برنامج الزيارات يتضمن التعرف الى الحكومات المحلية في المحافظات وفتح خطوط اتصال مباشر معها لدعم خطوات الاستثمار والأمن». وذكر هيل في المؤتمر الصحافي في الناصرية أن «الولاياتالمتحدة تدعم عملية المصالحة بين العراقيين في أي منطقة من شماله إلى جنوبه»، نافياً أية ضغوط مارستها الولاياتالمتحدة لإجبار الحكومة على المصالحة مع البعثيين، مجدداً التزام بلاده بتعهداتها لإخراج العراق من البند السابع، لافتاً الى ان هذه الخطوة «صعبة جداً» ولا تحل بصورة سريعة. واعترف هيل بأن «قوات الأمن العراقية حققت تطوراً هائلاً، ومن غير المنصف ان ننكر التقدم الحاصل في تسليحها. والحكومتان العراقية والاميركية وافقتا على الانسحاب بعد دراسة دقيقة لقدراتها الأمنية». ووصف هيل زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى العراق بأنها «ناجحة وانها جاءت لتأكيد التعهد والالتزام الاميركي بتقديم الدعم للحكومة العراقية». وفي شأن قضية كركوك قال ان «العراق دولة فيديرالية. والأكراد يتصرفون ضمن الدستور. ومسألة كركوك يتولاها ممثل الاممالمتحدة، وهي مسألة صعبة لأن للطرفين رؤى مختلفة بالموضوع. والأمم المتحدة لها جهود حثيثة ونحن ندعمها». يذكر ان آخر زيارة للسفير الأميركي إلى الناصرية كانت في 4 حزيران (يونيو) الماضي حيث شارك في احتفال انسحاب القوات الرومانية من العراق. وعين هيل سفيراً للولايات المتحدة في العراق خلفاً لريان كروكر منذ نيسان (ابريل) الماضي. ويذكر أن محافظة ذي قار كانت بين أولى المحافظات التي تم تسليم المسؤوليات الأمنية فيها إلى السلطات العراقية. وكانت المحافظة شهدت خلال عام 2007 معارك واشتباكات بين القوات العراقية وأنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وفي الشهر الماضي وقع انفجار شديد في أحد الأسواق الشعبية المزدحمة في البطحاء، التابعة لذي قار، أسفر عن مقتل نحو 40 شخصاً وإصابة أكثر من 70 آخرين.