ينفي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تقديم أي نوع من انواع المساعدة والمساندة للنظام السوري، ويؤكد أن مطالب الشعب السوري محقّة! والشعب يريد إسقاط النظام، والمالكي، ومن خلفه طهران، لا يريدان ذلك. بل يقفان بالضدّ مما تريده الثورة السوريّة! يعني، أن المالكي، وكل الأحزاب الشيعيّة في العراق، من دون استثناء، مع نظام الأسد، وفي شكل لم يعد بإمكان الحكومة العراقيّة إخفاؤه. ذلك ان خطاب اعلام الحكومة وإعلام الاحزاب الدائرة في فلكها، لا تكلّ ولا تملّ من تبنّي وتكرار اسطوانة النظام السوري، عن وجود «مؤامرة كونيّة على دور سورية المقاوم والممانع»، وأن هنالك «مساعي لتقسيم سورية»، و «مدّاً وهابياً يجتاح المنطقة بدعم سعودي - قطري - اميركي – صهيوني»، والكثير الكثير من الترّهات والخزعبلات التي يثيرها النظام السوري، و «حزب الله» اللبناني، ونظام الملالي في طهران. ولا يقتصر الأمر على هذا الحدّ، بل ان زيادة عدد الرحلات الجويّة من البصرة وبغداد الى دمشق، يراه الكثير من المراقبين جسراً جوّياً لتزويد النظام السوري بالعتاد والسلاح والمرتزقة من ميليشيات الاحزاب الحاكمة في العراق! ولا يخجل الاعلام العراقي المذكور من اتهام المعارضة السوريّة بالعمالة للأجنبي، وأنها تريد الوصول للسلطة على دبابة الأميركي. ويتناسى هؤلاء أنه لولا دبابة الأميركي، لكان صنم صدام حسين ما زال مغروساً في قلب ساحة الفردوس في بغداد، وكان هؤلاء المعارضون السابقون وحكّام العراق الحاليون، لا يزالون سارحين في بلاد الله، باحثين عن منقذ من جبروت وطغيان نظام صدّام. يتناسى هؤلاء كيف ان مؤتمرات المعارضة العراقيّة، كانت تعقد في لندن وواشنطن، وعواصم غربيّة أخرى! المعارضة السورية، أقلّه، تعقد مؤتمراتها في دول عربيّة وإسلاميّة (تونس، مصر، قطر، تركيا). زد على ذاك انها لم تصل في تأييد التدخّل الأجنبي الى ما وصلت اليه المعارضة العراقيّة السابقة والحاكمة الآن. ويبدو أن حكّام العراق، تناسوا انه حين غزت القوات الاميركيّة العراق في 20/3/2003، كانت وقتها السعوديّة وقطر «وهابيّتين» أيضاً، وهما ساعدتا العراق والشعب العراقي في الخلاص من الطاغوت الصدّامي! وحين كانت القوّات والطائرات الاميركيّة تنطلق من قاعدة السيليّة في قطر، وقتها، لم تكن هذه الدولة وأميرها، يتآمران ويتواطآن على الأمن القومي للأمّة العربيّة، كما يردد ويغرّد الآن قادة العراق وإعلاميوه، الذين يكشفون يوماً بعد آخر، الى أيّة درجة، بلغت بهم الطاعة العمياء لطهران، ودرجة الغدر بالشعب السوري الذي يذبح من الوريد الى الوريد. قبل سنوات، وتحديداً في 2009 - 2010، كانت الحكومة العراقيّة تتهم نظام الأسد بإيواء رموز البعث العراقي المخلوع، ودعم الارهاب الذي كان يعصف بالعراق، وتقول إن نظام دمشق غارق في دماء الشعب العراقي! وما زالت الحكومة العراقيّة تمتلك أطنان الأدّلة على تلك الاتهامات. لكن ما الذي تغيّر؟! إنها إيران، يا سادة! ايران التي تحكم العراق وسورية ولبنان، وتريد ان تحكم البحرين والكويت! إنها إيران، التي إن لاح الدخان النووي من قم، وجب على الشرق الأوسط، بشعوبه ودوله ونخبه، قراءة الفاتحة على أنفسهم، بسبب دخول المنطقة النفقَ النووي الإيراني - الإسرائيلي، فنبقى تحت كابوس توازن الرعب النووي الايراني - الإسرائيلي، الى ان يقضي الله أمراً! قصارى الكلام أن الشعب السوري المظلوم والمذبوح بيد نظام الأسد، لا يستحق كل هذا من الحكومة العراقيّة. وعلى المرجع الشيعي الأعلى، آية الله العظمى، سماحة السيّد علي السيستاني، ان يخرج عن صمته. لقد طال صمته، فيما الشعب السوري الذي يُنحر كل لحظة، يأمل من سماحته أن يقول: كفى لهذا القتل الذي يمارس بحق السوريين! كفى لهذا الغدر الذي يمارسه قادة طهران وبغداد و «حزب الله» اللبناني بحقّ الثورة السوريّة! * كاتب كردي سوري