لم تمنع الإعاقة الكفيف محمد سعد من الدخول في النقاشات الفكرية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ما جعل نحو 8800 شخص يتابع تغريداته اليومية. واختار الكفيف محمد اسماً لافتاً له في «تويتر»، لكنه أكد أنه يحمل معنى يدل على إعاقته إذ يظهر لدى متابعيه ب«مغرد متمرد»، ومعظم تغريداته تناقش معاناة زملائه المكفوفين، وتتطرق إلى نجاحاتهم في استخدام التقنية. ويرى أن السبب الذي جعله يختار اسم «مغرد متمرد» هو تفوقه على إعاقته في عدم النظر، فيغرد في «تويتر»، ويتمرد على عدم رؤية الأشياء أسوة بالمغردين الآخرين، من خلال استخدم الجهاز الناطق الذي يساعده في قراءة التغريدات، وكذلك عمل المتابعة للمغردين، ما يدل على أنه لا توجد صعوبة في استخدام التقنية كما يعتقد الغالبية العظمى من المبصرين. ومع بداية دخول محمد «تويتر»، وكتابة تغريدات تعريفية بمعاناته، حاصرته أسئلة عدة، معظمها كيف تكتب وأنت لا ترى؟، وهل الكفيف يرى في الحلم، وهو لا يبصر؟، لكنه يرد بثقة على المغردين، ويدخل في النقاشات اليومية التي يشهدها «تويتر»، إذ إنه لم يسلم من «الهشتقة»، بسبب تغريداته عن إعاقته، بيد أنه ينجح في إقناع متابعيه، بقدرة المكفوفين على التعامل مع التقنية الحديثة. وتركز معظم تغريدات محمد على معاناة المكفوفين، ودعوة الناس المبصرين إلى النظر لهم بشكل طبيعي، وكذلك يتناقش مع آخرين حول برامج الحاسوب، والإعدادات الخاصة ب«تويتر». وبعد كل متابع جديد لمحمد، يكذبه، بحجة أنه ليس من المعقول «كفيف» ويكتب، حتى أن إحدى المغردات دعت عليه بالعمى الحقيقي، لاعتقادهم بأنه كاذب. وتضم قائمة متابعي محمد أشخاصاً من دول عدة، لكنه يرحب بهم جميعاً، ويحترم أفكارهم وآرائهم، حتى إذا لم تتوافق مع تغريداته. والكفيف محمد لا يتوقف استخدامه للتقنية على «تويتر»، بل إنه يتصفح موقع «يوتيوب»، و«فيسبوك»، ويجيد التعامل بشكل جدي مع الحاسوب. ونشاطات محمد دفعته للمشاركة في معرض الكتاب بالرياض في الركن الخاص بجمعية المكفوفين، لتعريف الناس بقدرته في التعامل مع التقنية، والالتقاء بمتابعيه في «تويتر» على أرض الواقع، بعيداً عن العالم الافتراضي.