أرجأ البرلمان العراقي جلسة انتخاب رئيس للجمهورية الى اليوم بطلب من كتلة «التحالف الكردستاني» التي تأمل في التقدم بمرشح واحد، فيما ظهرت مؤشرات إلى أن خلافات بين حزب البعث وتنظيم «داعش» قد تتحول إلى مواجهات واسعة. (للمزيد). وشهد حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بزعامة الرئيس جلال طالباني، خلافات حادة بين اقطابه على رئاسة الجمهورية، وترشح عدد منهم، أبرزهم برهم صالح وفؤاد معصوم اللذان حضرا جلسة البرلمان أمس. وعلمت «الحياة» أن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني سيجتمع مع قادة القوى السياسية في محاولة للتقدم بمرشح واحد، وقالت المصار ان محاولات تجري لإقناع فؤاد معصوم بالتنازل لصالح. ومعصوم قيادي في حزب طالباني قرر اعتزال العمل السياسي قبل طرح إسمه مرشحاً للرئاسة. وقال النائب عن «التحالف الكردستاني» مهدي حاجي ل «الحياة» أمس ان الكتلة «ستحسم الأمر وستقدم إسم مرشحها غداً (اليوم) الى البرلمان». واكد «وجود اقتراح يقضي بترشيح معصوم وصالح، وترك الاختيار لمجلس النواب، لكننا كتحالف نفضل الاتفاق على مرشح واحد». واستبعد ان تحاول اي كتلة عرقلة التصويت. إلى ذلك، قال القيادي في «دولة القانون»، بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، علي الشلاه ل «الحياة» إن «المشاكل كبيرة داخل قوى التحالف الكردستاني على توزيع المناصب في الحكومة الاتحادية، وعلى رئاسة الجمهورية». ولم يستبعد تأجيل انتخاب الرئيس إلى ما بعد عطلة العيد. على صعيد آخر، هاجم حزب «البعث»، بزعامة عزة الدوري تنظيم «داعش» وهدد بالتصدي له بكل قوة، بعد أيام على امتداح الدوري التنظيم. وجاء في بيان للحزب ان «داعش منظمة إرهابية، وهي صنيعة قوى الشر وتحمل مشروع إجهاض الثورة الشعبية العارمة التي يشهدها العراق، وسنقف في وجهها بكل قوتنا». واضاف: «في الوقت الذي نعلن موقفنا وبراءتنا من كل أفعال داعش، فإننا نؤكد اعتزازنا بكل الإخوة الذين يؤدون مهمتنا من ثوار العشائر والفصائل الوطنية التي تقاتل معنا جنباً إلى جنب من أجل تحرير كامل تراب العراق». وكان الدوري أشاد في كلمة مسجلة قبل ايام بمقاتلي «القاعدة» و»داعش» بعد اعلان الاخير احكام سيطرته على محافظة الموصل. وتابع البيان ان «جرائم داعش بدأت تتسع وتتفاقم، وآخرها تهجير الإخوة المسيحيين من مدينة الموصل بشكل يبعث على الأسف، وهو ما نرفضه بشكل تام. فسيبقى المسيحيون جزءاً أصيلاً من هذا الوطن الحبيب ولن نسمح لأحد أن يكون خنجراً مسموماً في ظهر مكونات المجتمع». وبالاضافة الى خلافاته مع البعث يتعرض «داعش» لعمليات اغتيال بشكل يومي، في ديالى وكركوك وصلاح الدين، ويخوض اشتباكات متقطعة مع تنظيمات «جيش النقشبندية» و»انصار الإسلام» و»الجيش الاسلامي» ومقاتلي العشائر. وتفيد معلومات مصدرها الموصل أن الحلف الذي ابرمه «داعش» مع عشائر ومسلحين سنة، منتصف عام 2012 للتصدي للقوات الحكومية انتهى بشكل كامل، بعد تفرد التنظيم بالسلطة واعتقال مخالفيه. وجاء قرار زعيمه أبو بكر البغدادي تهجير عشرات الالاف من السكان المسيحيين من المدينة لينهي العلاقات بين الطرفين. وتؤكد بعض المصادر من داخل الموصل ان مجموعات من البعثيين والضباط السابقين، فتحوا خطوط اتصال مع الحكومة، وزودوا الجيش معلومات عن أماكن تجمع قوات «داعش»، وتوقعت ان تشهد الأيام المقبلة اشتباكات بين الطرفين. وفي نيويورك أكدت الأممالمتحدة أن حصيلة القتلى في العراق بسبب أعمال العنف وصلت الى 5500 شخص منذ مطلع السنة فيما جرح 12 ألفاً وأن عدد القتلى في الشهر الجاري وحده بلغت 900 شخص. وأبلغ رئيس بعثة الأممالمتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف مجلس الأمن أن نحو 1.2 مليون عراقي فقدوا منازلهم منذ مطلع السنة وأن أكثر من 800 ألف نزحوا عن مساكنهم ولا يزال ملايين آخرون محاصرون في مناطق تشهد أعمال عنف. وشدد ملادينوف على ضرورة توحد جميع المكونات العراقية لمحاربة الإرهاب المتمثل في تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وسواها داعياً مجلس الأمن الى أن «يطلب وقف كل أعمال داعش الإجرامية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان من دون أي شرط وأن يدعو الدول الى التعاون لتطبيق العقوبات الدولية على تنظيم داعش ومحاسبة مرتكبي الأعمال الإرهابية ومنظميها ورعاتها، وسواها من الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب».