اتهمت أسرة عبدالرحيم سلامة العطوي، الذي يقاتل في صفوف «جبهة النصرة» في سورية، أشخاصاً في السعودية ب «التغرير» بابنهم، ودفعه إلى الخروج من البلاد والقتال في سورية، التي وصل إليها من طريق الأردن، بالتنسيق مع مجموعات خارج المملكة. وكان العطوي (24 عاماً)، الذي يعرف بكنية «أبو همام التبوكي»، غادر المملكة قبل نحو عام، بعد أيام من صدور قرار تعيينه معلماً في إحدى المدارس. وتخرج العطوي من قسم اللغة العربية في جامعة تبوك، ليعمل معلماً في إحدى المدارس الأهلية، إلا أنه التحق في صفوف المقاتلين في سورية في رجب من العام الماضي، فور تعيينه من وزارة الخدمة المدنية معلماً للغة العربية، وما إن قضى عبدالرحيم الشهر الرابع في سورية حتى أشيع خبر عن مقتله في مدينة القلمون، مع زميله السعودي عبدالعزيز سعد الرشيدي. إلا أنه سرعان ما تم تكذيب الخبر، إذ ظهر أن الرشيدي «أبو قتادة التبوكي الجزراوي»، بحسب ما أطلق عليه زملاؤه في «النصرة» قتل في سورية قبل عشرة أشهر، وذلك بعد أشهر من انضمامه إلى إحدى كتائب «جبهة النصرة». وكان الرشيدي البالغ من العمر 20 عاماً، طالباً في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود وحافظاً للقرآن الكريم، ذهب إلى سورية بعد عقد قرانه ليترك زوجته «معلقة». وتفاجأ والدا العطوي وإخوته ال17 بخبر ذهاب ابنهم للقتال في سورية، بعد أن أخبرهم بذلك عبر رسالة تلقوها من خلال «واتساب». فيما كان ودعهم للسياحة في العاصمة الأردنية عمان، وذلك بعد أيام من تعيينه معلماً من وزارة الخدمة المدنية، إذ كان حديث عهد بالتخرج، وقضى الأشهر الأولى بعد تخرجه في التعليم في مدرسة أهلية، وفق ما نقله أخوه الأكبر عبدالرحمن، ل «الحياة». وأضاف عبدالرحمن العطوي: «تفاجأنا برسالته التي طلب منا فيها مسامحته وتحلليه، والمذيلة بصورة له تفيد بأنه ذهب إلى سورية للقتال هناك». وتابع: «لم يكن عبدالرحيم صاحب توجه أو فكر ضال، ولم يكن لديه أصدقاء كُثر ليحرضوه أو يغرروا به، وكان واصلاً لوالدته، حتى إنها لم تصدق خبر ذهابه إلا بعد ستة أشهر، وشكلت تلك الفترة معاناة كبيرة لنا، وبخاصة أنها اعتادت على وجوده اليومي في المنزل، فهو لا يخرج من المنزل كثيراً ويقضي معظم أوقاته بين المنزل والمدرسة والمسجد». وأشار العطوي إلى أن عبدالرحيم من جماعة المسجد، «إذ كان دائم التواجد في الصف الأول. وعلى رغم صغر سنه إلا أنه كان حريصاً على الصلاة، وكان هو من يوقظنا لأدائها»، لافتاً إلى أن شقيقه الذي أكمل عامه الأول هناك «كان يتواصل معنا باستمرار في أيام ذهابه الأولى، إلا أن تواصله في الفترة الحالية قلّ، حتى أصبحنا نطمئن على أحواله من خلال تغريداته عبر برنامج التواصل الاجتماعي «تويتر». وقال عبدالرحمن: «حاولنا مراراً استمالته إلى العودة للمملكة، لكن محاولاتنا وجميع مطالبنا باءت بالفشل». وأضاف: «كان عبدالرحيم لا يحب الجدال والدخول في المشكلات، إلا أن جماعات من داخل المملكة غررت به، وأدخلت هذا الفكر إلى رأسه، ونسقت مع أفراد من خارج المملكة لترتيب دخوله إلى سورية». وأردف: «ما يزيد من معاناتنا ومعاناة والدينا أن الأوضاع في سورية ومناطق الصراع عامة لا تطمئن، ولا نعرف مع من الحق، ومن الخيّر ومن الشرير، ولكننا نأمل عودته ولا نملك إلا الدعاء له».