خمسة أعوام في المجال الإنشادي الفني، تنقل فيها المنشد ماهر مشعل من قناة إسلامية إلى أخرى ومن مسرح ترفيهي إلى آخر، وعلى رغم صغر سنه إلا أنه ترأس مجموعة ترفيهية كمقدم مسرحي ترفيهي، واستضيف في عدد من البرامج الواقعية واللقاءات التلفزيونية، كمنشد صاعد لينتهي به المطاف كمنشد لتنظيم «داعش» في العراق وسورية. ماهر مشعل الشويب 25 عاماً والمكنى حالياً بأبي الزبير الجزراوي، منشد سعودي كان إماماً لأحد المساجد في الرياض، وعبرعن أقصى طموحاته بحسب أحد لقاءاته التلفزيونية «ترك بصمة في المجتمع»، وشارك أيضاً في أداء شارة البداية لبعض البرامج التلفزيونية وإقامة زفات الأعراس وحفلات التخرج كما حظي بعدد كبير من الجمهور في مجاله الإنشادي، إلا أن ذلك العدد من الجمهور تفاجأ وخذل بعد ذهاب منشدهم في أواخر نيسان (أبريل) من العام الماضي إلى سورية ليشارك مع صفوف المقاتلين هناك، لينضم أخيراً إلى عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، لحق بالشويب زميله في المجال الفني الإنشادي المنشد رائد فهد والتقيا في ساحات الصراع السورية إلى أن الأخير عاد مطلع العام الحالي بعد خمسة أشهر من القتال وذلك بعد أن اتضحت له صورة التنظيم الإرهابي المنضم إليه. ظهر الشويب منشد الدولة الإسلامية «داعش» كما وصفه زملاؤه في التنظيم، في عدد من المقاطع لمخيمات دعوية وذلك في أوائل أيام ذهابه إلى سورية إذ ظهر في أحد المقاطع في مدينة حلب السورية وخلفه شعار تنظيم القاعدة الأسود، كما استهدفت هذه المخيمات الشباب والأطفال السوريين لتجنيدهم إلى صفوفها، وأنهم غير متعطشين للدماء ومحبين للترفيه على حد قولهم، وادعى عناصر التنظيم في أحد تلك المقاطع للمخيمات الدعوية أن الشعب السوري محب لله ولكنهم لا يجدون من يدلهم إليه، إذ يتوجب عليهم تعظيم مشايخ «التوحيد» و»داعش» و»القاعدة». وبعد أشهر من القتال في المدن السورية انتقل الشويب مع عناصر «داعش» إلى العراق، وشارك في احتفالات مبايعة البغدادي، وتولى إمامة مسجد النور في مدينة الرقة العراقية. وفي الوقت الذي أعلن فيه الشويب إلغاء معرفه عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر ظهر معرف آخر باسمه يشتم رموز الدول العربية وقياداتها، ويحرض الشباب السعودي على النفير «على حد قوله»، كما تبرأ خلال هذا المعرف من جميع أناشيده السابقة زاعماً وجود بعض المحاذير الشرعية فيها. من جانبه، طالب البروفيسور المتخصص في علم الإجرام ومكافحة الجريمة والإرهاب والمستشار الأمني في إمارة منطقة القصيم يوسف الرميح أعضاء هيئة كبار العلماء بفتوى تستنكر جرائم التنظيمات الإرهابية وبخاصة تنظيم «داعش» والتي تبث الأفكار المنحرفة في عقول الشباب، وعزا الرميح السبب الرئيس للانحرافات الفكرية عند الشباب السعودي إلى قلة مناعة المجتمع، ملمحاً إلى تقصير الأسرة والمساجد والمدارس في دورها بذلك. وأضاف في تصريح إلى «الحياة»، أن مجتمعنا يضخم المشكلات السلوكية «المخدرات و الإدمان»، ويعطي ذلك اهتماماً بالغاً في المؤسسات التربوية متناسياً الانحرافات الفكرية، وقال: «لا أحد يستطيع أن ينكر تأثير عناصر (داعش) بين الشباب، خاصة في ظل وجود ضعف مناعة في المجتمع، بداية من الأسر والمدارس والمساجد إذ إنهم لا يقومون بدورهم الفعال في الحفاظ على الأمن الفكري وذلك بالنصيحة ومعرفة الأصدقاء والمواقع التي يتصفحها الأبناء ومع من يتحدثون وذلك مختص بالأسرة، والتربية والتأهيل والتعليم بالمخاطر الفكرية والتي لا تنحصر في الإدمان والمخدرات فقط، وأن من أهم المخاطر التي تحيط الشباب هي التنظيمات الإرهابية وهي الأكثر خطراً. وأشار إلى أنه من المهم أن ترتقي المراكز العلمية والمدارس إلى الحدث والصورة وتعالج المشكلة الموجودة، وأضاف «المساجد أيضاً مقصرة ولم تتكلم في خطر تنظيم (داعش) بشكل صريح، وآن الأوان - وإن كان متأخراً- لتوضيح أثرها وامتدادها وتأثيرها على الشباب وأن هذا الفكر الضال يضرب على الوتر القوي عند الشباب ويستغل الدين استغلالاً خاطئاً. وطالب الرميح أن يكون للعلماء كلمة قوية وواضحة بخصوص تنظيم «داعش»، وذلك بنشر بيانات تحق الحق وتبطل الباطل ليعرف الناس خطر هذه التنظيمات شرعاً وأن تصدر فتوى من كبار العلماء تستنكر إرهاب «داعش» واستغلالها الدين لجذب الشباب.