اتهم عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم المستقيل مجدي عبدالغني وسائل الإعلام الجديد والبرامج التلفزيونية المصرية بالتسبب في كارثة بورسعيد، مشيراً إلى أن ارتفاع سقف الحديث في الشأن السياسي تسبب في «انفلات الإعلام الرياضي». وحذّر عبدالغني في حديثه أثناء جلسة معالجة ظاهرة الشغب والعنف في كرة القدم، ضمن فعاليات مؤتمر الأمن الرياضي الذي اختتمت فعاليته أمس في الدوحة، من تكرار ما حدث في بورسعيد مرة أخرى، قائلاً: «لن يقبل أحد بكارثة أخرى مستقبلاً، لو تكررت هذه الحادثة فذلك سيدمر الرياضة المصرية» وبدا عبدالغني مستاء من تعاطي الإعلام مع الأحداث الرياضية، إذ قال: «كنا نملك حرية الحديث في الشأن الرياضي في السابق وكنا ننتقد كما نشاء، وهو ما لم يكن متاحاً على الجانب السياسي، لكن بعدما أصبح الجميع يتحدث في السياسة بحرية شديدة جداً تسبب ذلك في انفلات رياضي، ولم تكن الأمور مقدرة تقديراً جيداً لدى الإعلام الرياضي، واستضافتهم لمجموعة الألتراس في البرامج وتبرير مواقفهم ومحاولة تجميل الصورة منحت قوة أكبر لمجموعات الألتراس، وللأسف فالمشكلات تطرح من دون معالجة، خصوصاً أن هناك عدداً كبيراً من القنوات يتناولها بصور مختلفة، بحثاً عن الانتشار وكسب المشاهدين على حساب المبدأ أو الأمن أو على حساب ما حصل في بورسعيد». واعتبر عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري «المستقيل» اهتمام الإعلام الرياضي المصري بناديي الأهلي والزمالك وتجاهله بقية الأندية جزءاً رئيسياً من المشكلة، وقال: «للأسف البرامج الرياضية والوسائل الإعلامية تبحث عن الانتشار ونسب المشاهدة، ولذلك فهي تسعى لتبني قضايا الأندية الكبيرة، ما يخلق حالاً من عدم الرضا لدى مشجعي بقية الأندية». وواصل: «يريدون إرضاء الغالبية وهذه مشكلة كبيرة، فلا أحد يتحدث عن ماهية الرياضة، إذ يتحدثون فقط عندما تحدث مشكلات لفرقهم الكبرى، وحتى عندما يرتكب فريق كبير الأخطاء يتم تغافل أخطائه، والسبب هو البحث عن الشهرة في الأوساط الجماهيرية». واستطرد: «لا نتحدث بمنطقية، ولا يتعاملون مع الفرق بمساواة، معظمهم يستضيفون الألتراس في برامجهم ويحاولون تحقيق الانتشار بين الجماهير وتجميل ما قامت به الجماهير من أخطاء وهو أمر خطر جداً في مصر، لن نقبل أي كارثة أخرى مستقبلاً، فتكرار ذلك يعني دمار الرياضة المصرية». وحذّر عبدالغني من مغبة نمو روابط تشجيع الأندية (الألتراس) قائلاً: «الألتراس أصبح قوة موجودة على الأرض، ولديهم قدرة عالية على التنظيم بفضل تفوقهم في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي فهم يملكون القدرة على التجمع والتحرك السريع، وللأسف فإن شباباً صغاراً في العمر يتولون مسؤولية قيادتهم، والألتراس سبب ما حدث في كارثة بورسعيد». وأضاف: «كانت لدينا مشكلات منذ فترة طويلة وهناك منافسة رياضية حادة، لكن لم يكن أحد يتخيل أن تصل المسألة إلى مرحلة القتل، وللأسف من يقود الألتراس هم شباب صغار في السن يشعرون بأنهم يستطيعون أن يفعلوا ما يشاؤون في مصر الآن، وهم لا يقبلون نصح أحد وهذه مشكلة بالنسبة إلينا». ووجّه عبدالغني انتقادات حادة لأسلوب تعاطي رجال الأمن مع أحداث بورسعيد، قائلاً: «كانت هناك ثغرة أمنية غير معقولة، والأمن لم يتخذ أي تصرف قبل المباراة ولا أثناءها ولا حتى بعد الأحداث، إضافة إلى تحركات من روابط المشجعين وهو ما تسبب في ما حدث».