باريس - «الحياة»، أ ف ب - دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لإيجاد وسيلة لفتح ممرات آمنة لإيصال الإغاثة والمعونات الإنسانية إلى سورية، وقال إنه يجب تقديم الرئيس السوري بشار الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقال ساركوزي، في تصريحات لإذاعة «أوروبا 1» أمس: إن الأسد «يتصرف كقاتل، ولا بد لنا أن نحصل على ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، ولهذا علينا إيقاف الفيتو الروسي والصيني» في مجلس الأمن الدولي. وأضاف ساركوزي إن «الجيش الفرنسي لا يمكن بأي حال أن يتدخل» في سورية من دون دعم وتفويض الأممالمتحدة. ياتي ذلك فيما أفاد ديبلوماسيون ان فرنسا ارسلت سفيرها المكلف حقوق الانسان الى الدول المتاخمة لسورية لجمع اثباتات على تجاوزات نظام الرئيس السوري بشار الاسد، لتشكيل ملف ورفعه الى المحكمة الجنائية الدولية، وذلك بسبب استمرار العنف في ذلك البلد بعد مرور عام على الانتفاضة السورية. وأفاد ديبلوماسي فرنسي بأن السفير فرنسوا زيمري وصل «الى المنطقة» لجمع شهادات ستجيز لفرنسا «رفع ملف اتهامي» امام المحكمة الجنائية الدولية، وتكمن مهمته في جمع عناصر ملموسة تمنع كل من سيتهم في المستقبل من التملص من الآلية القضائية لعدم ثبوت الادلة، وفق المصادر. والمحكمة الجنائية الدولية مكلفة ملاحقة المرتكبين المفترضين لجرائم ابادة وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب. ويمكن لها فتح تحقيق حول سورية التي ليست من الدول الموقعة على اتفاقية المحكمة في حالة واحدة هي قيام مجلس الامن الدولي برفع ملف اليها بهذا الصدد. لكن هذا الاحتمال ضئيل نظراً الى معارضة روسيا والصين في مجلس الامن الدولي لأي ادانة للنظام السوري باسم عدم التدخل في شؤونه الداخلية. وتابع المسؤول ان فرنسوا زيمري «ينفذ هذه المهمة» من دون تقديم مزيد من التفاصيل على الارجح لحماية نشاطاته وعلاقاته. وبدأ عدد من الدول او المنظمات، او ستبدأ، اجراءات مماثلة. ففي جنيف اعلنت مساعدة المفوضة العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة هيونغ-وا كانغ ان مراقبين من الاممالمتحدة سيتوجهون في الاسبوع الجاري الى دول مجاورة لسورية لجمع معلومات حول «الانتهاكات والفظائع» المرتكبة. ويملك عدد من المنظمات غير الحكومية ملفات مليئة مدينة لسورية فيما يبدو ان الاتحاد الاوروبي وبريطانيا ستبدآن عملية مماثلة بحسب مصادر ديبلوماسية اوروبية. وتحدث وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الاحد عن «احباطه» امام الجرائم في سورية، مؤكداً انه امر اجهزته بجمع «عناصر اثبات...تجيز احالة القادة السوريين وعلى الاخص الرئيس السوري امام المحكمة الجنائية الدولية». يأتي ذلك فيما دعت منظمات غير حكومية وجمعيات فرنسية وسورية وكذلك بلدية مدينة باريس، الى التظاهر اليوم بالعاصمة الفرنسية دعماً للشعب السوري لمناسبة الذكرى الاولى للانتفاضة.