قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس، إن فرنسا ستغلق سفارتها في سورية بسبب قمع الرئيس بشار الأسد للمعارضة، موضحاً ايضاً ان باريس مستعدة لزيادة دعمها لمقاتلي المعارضة «اذا أعطتها الأممالمتحدة الضوء الأخضر». وقال ساركوزي في مؤتمر صحفي خلال قمة اوروبية في بروكسل: «لن نفعل شيئاً دون قرار من مجلس الأمن الدولي»، مشيراً الى أن فرنسا تؤيد إنشاء منطقة انسانية بالقرب من احدى المناطق الحدودية السورية. وتابع: «لا مجال للتحرك بشكل مباشر او غير مباشر ما لم يوفر المجلس الظروف القانونية لمنطقة انسانية لإمداد المعارضة بالأسلحة او لإقامة ممرات». وشدد الرئيس الفرنسي على انه من «المحبط رؤية أعداد القتلى تتزايد»، وقال إن مرتكبي الجرائم ضد الانسانية سيحاكمون امام المحكمة الجنائية الدولية. وأضاف: «ذات يوم سيدفع كل الحكام المستبدين ثمن أفعالهم». كما اعلن الرئيس الفرنسي ان بلاده قررت اغلاق سفارتها في دمشق للتنديد ب «فضيحة» القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه. وقال ساركوزي امام الصحافيين: «قررت مع وزير الخارجية ألان جوبيه إغلاق سفارتنا في سورية». وتابع أن «ما يحصل فضيحة. هناك اكثر من ثمانية آلاف قتيل (من بينهم) مئات الأطفال، وحمص تواجه خطر الزوال. هذا امر لا يمكن القبول به أبداً». واضاف ان «المجلس (الاوروبي) ندد بأشد العبارات بما يحصل في سورية، وليس فقط في مكان وجود اشقائكم... لكن هذا الرمز بالتحديد غير مقبول» في اشارة الى اقتحام حي بابا عمرو في حمص. وأكد ساركوزي: «أبلغنا المجلس الوطني السوري بدعمنا، وقد أشار اليه المجلس الاوروبي، وسنواصل اتخاذ المبادرات في مجلس الامن الدولي لإزالة عدد من العراقيل». وتابع: «أؤيد اقامة مناطق انسانية على الحدود السورية، على الأقل للسماح باستقبال الهاربين من اضطهاد النظام السوري الذي لا بد ان يرحل». وردا على سؤال عن امكانية تسليم اسلحة الى المعارضة السورية، قال ساركوزي انه «يؤيد تقديم جرعة اضافية من المساعدة الى الديموقراطيين في سورية». لكنه اضاف: «لن نفعل شيئاً طالما لم يتخذ قرار في مجلس الامن الدولي ومن غير الوارد التحرك في شكل مباشر او غير مباشر طالما ان مجلس الامن لم يحدد الاستقرار القانوني والشروط القانونية لجرعة اضافية سواء في ما يتعلق بالمناطق الانسانية او شحنات الاسلحة للمعارضة او الممرات». وتابع: «في كل مرة تدخلنا في ساحل العاج كما في ليبيا وحالياً في لبنان جرت مشاورات مسبقة في مجلس الامن، وهو على كل حال القانون الدولي». وأضاف الرئيس الفرنسي: «انه امر مخيب للآمال. ارى عدد الاموات يرتفع والفظائع تتزايد. سنفعل ما في وسعنا لازالة العقبات». وأكد ساركوزي: «آمل ان نتمكن من إجراء مناقشات اكثر هدوءاً بشأن الاسرة الدولية وسورية عندما تصبح بعض الاستحقاقات السياسية وراءنا»، في اشارة الى الانتخابات الرئاسية الروسية التي تجرى غداً. إلى ذلك، قال مصدر فرنسي رفيع ل «الحياة» إن النظام السوري «لدى اقتحامه حمص اعتقد أنه سيرعب المعارضين وأن الضغط الدولي سيخف تدريجياً ولكن الاتحاد الأوروبي الذي ستقوم دول عدة أعضاء فيه بإغلاق سفاراتها في دمشق بعد بريطانيا وفرنسا يعتزم تصعيد الضغط على النظام». وأضاف المصدر: «المنتظر أن بعد الانتخابات الروسية ستعود الأسرة الدولية إلى التوجه إلى الأممالمتحدة على اعتبار أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المتوقع انتخابه، لن يبدأ ولاية جديدة بعلاقة سلبية مع الأسرة الدولية». وقال المصدر إن «السلطات السورية خدعت السفارة الفرنسية في دمشق أثناء محاولة إجلاء بوفييه ودانلييز لمدة أيام عدة بمنع ممثلة الصليب الأحمر الدولي أو أحد من السفارة الفرنسية من اجتياز مسافة 400 متر بين مكان وجود الفرنسيين وسيارة الإسعاف والقول لهم إن ليس هناك أي فخ وأن بإمكانهم الانتقال بواسطة الإسعاف السوري». وقال المصدر إن «رفض السلطات السورية انتقالهم بواسطة الصليب الأحمر أو أحد من السفارة الفرنسية يعني أن السفارة الفرنسية لم يعد لها أي جدوى. كما أنه من المحتمل أن يتسبب إجلاء بوفييه ودانييلز بالطريقة التي حصل فيها بنتائج على صعيد أمن السفارة».