تشهد البصرة (480 كلم جنوب بغداد) انحساراً في المظاهر العسكرية، عكس ما كان متوقعاً من تكثيف الانتشار الأمني في الشوارع بعد انسحاب القوات الأميركية من المدن نهاية الشهر الماضي. ويقول مسؤولون امنيون أن لدى الأجهزة الأمنية قناعة بأن الوضع لم يعد يتطلب الانتشار الكثيف للجنود في الشوارع، بل الاعتماد على العمل الاستخباري الذي ساهم في تقليص حجم المهمات الملقاة على عاتق الجنود. وقال مصدر في قيادة العمليات في البصرة طلب عدم الإشارة الى اسمه ل «الحياة» أن «الواقع الأمني بدأ يتحسن في البصرة إلى حد التفكير في تغيير المهمات الأمنية لقطعات الجيش أو تغيير طبيعة انتشارها». وأضاف إن«أمن البصرة مرتبط بأمن العراق ككل، لذلك فإن حادث انفجار في أي محافظة يمكن أن يدخل ضمن حساباتنا العسكرية هنا في الجنوب ويغير خططنا». جنود وضباط التقتهم «الحياة» في البصرة بعد منتصف ليل الجمعة – السبت في نقاط تفتيش مختلفة أكدوا ان تعليمات مشددة عممتها وزارة الدفاع بمنع الإدلاء بتصريحات الى الصحافيين خلال هذه المرحلة. رئيس إحدى نقاط التفتيش، برتبة رائد، كان موجوداً بمفرده يقول « اتفقت مع زملائي على التناوب بواقع ساعتين لكل شخص كون الوضع الأمني الآن لا يتطلب وجود أكثر من شخص في نقطة التفتيش، لثقتنا بأن الوضع في البصرة أصبح أكثر أمناً» وأضاف« قد نترك نقطة التفتيش إلى الغرفة المخصصة لنا في بعض أوقات الظهيرة من أيام العطل الأسبوعية ( الجمعة أو السبت ) تزامناً مع موجة الحر التي ترافق صيف البصرة» . ضابط آخر قال « كنا نتلقى إشارتين أمنيتين أو ثلاثاً في اليوم بعد عملية صولة الفرسان ( آذار / مارس 2008 ) ، هذه الإشارات بحق المشتبه بهم بدأت تنحسر، وقد يمضي أسبوع من دون تلقي أي إخبار بمطلوبين لذلك فإن انتشارنا في الشوارع على النسق السابق أصبح مضيعة للجهد» . يقول الضابط المسؤول عن نقطة تفتيش قرب حي العشار انه وزملاءه كتبوا إلى «مديرية شؤون السيطرات لرفع نقطة التفتيش عن هذا المكان الذي لا يمكن اعتباره نقطة أمنية مهمة، خصوصاً أن المنطقة لم تكن ضمن المناطق المعروفة كسكن لعناصر الميليشيات المسلحة».