يعقد البرلمان العراقي اليوم جلسة مخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، وبلغ عدد المتقدمين لشغل هذا المنصب 100 مرشح، بينهم نواب ومواطنون عاديون. ويتوقع أن تؤجل الجلسة بسبب عدم التوافق بين الكتل السياسية على مرشح واحد، فضلاً عن عدم الاتفاق بين أجنحة حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» الذي عليه، حسب العرف، اختيار الرئيس من قادته. (للمزيد). وقال رئيس البرلمان سليم الجبوري، خلال مؤتمر صحافي أمس إن الجلسة «تعقد من دون توافقات سياسية»، ورجح أن «يتم الانتهاء من المرحلة الثانية لبناء الدولة غداً (اليوم) بعد أن أنجزت الخطوة التشريعية الأولى بانتخاب رئيس مجلس النواب»، ولفت إلى أنه «سيتم استعراض السير الذاتية لجميع المرشحين، وسيكون لكل عضو الحرية الكاملة في اختيار الشخص المناسب لهذا المنصب». وأوضح أن «رئاسة البرلمان بعثت بكتب إلى الدوائر المختصة لتحصل على أجوبة وافية عن سير جميع المرشحين». إلى ذلك، استبعد النائب عن ائتلاف «متحدون للإصلاح» رعد الدهلكي «حسم اختيار رئيس الجمهورية اليوم». وقال ل «الحياة» إن «الجلسة غير واضحة، خصوصاً أن هناك كتلاً لم تتفق على تسمية مرشحها، فضلاً عن أن عدد المرشحين بالعشرات». على صعيد آخر، هدد المسؤول في «كتائب حزب الله- العراق» عباس المحمداوي بقصف مواقع داخل الأراضي السعودية، داعياً الى إغلاق «السفارتين الأميركية والتركية في بغداد خلال خمسة أيام، قبل أن يتم قصفهما». وقال المحمداوي، في بيان تسلمت «الحياة» نسخة منه: «نحن لا نعتب على المحسوبين على الوسط السياسي في العراق في ما يتعرض له الشعب من سنة وشيعة من قتل وحشي، وما يتعرض له المسيحيون على وجه الخصوص في الموصل من قتل ممنهج وتهجير وسلب للأموال والممتلكات، لكننا نود أن نذكّرهم (المسؤولين) إن نفعت الذكرى، ونعيد الى أذهانهم تصريحاتنا قبل أكثر من عامين، عندما حذّرنا من حجم المؤامرة الداخلية التي يعد (رئيس إقليم كردستان) مسعود بارزاني أحد أقطابها، والمؤامرة الخارجية... إلا أن القليلين فقط من السياسيين في ذلك الوقت استوعبوا حجم الخطر». وأضاف: «بات لزاماً علينا نحن في كتائب حزب الله أن نردع أعداء العراق... من خلال تنفيذ هجمات صاروخية... خلال الأيام المقبلة، وبعدها سيحاسب كل خائن على ما اقترفت يداه في الموصل وكركوك وصلاح الدين، وأولهم مسعود بارزاني». وتابع: «على بارزاني ألا يقول إنه كردي أو عراقي، لأنه عدو للأمة الإسلامية برمتها، وأدعو الشيخ قيس الخزعلي (زعيم عصائب أهل الحق) أن لا يكون متحدثاً أمام الإعلام فقط، بل عليه أن يتوجه نحو أعداء العراق الخارجيين، وإذا كان المسؤولون في الحكومة العراقية جادين في حرصهم على سيادة العراق وسلامة شعبه (عليهم) أن يباشروا بإغلاق السفارتين الأميركية والتركية فوراً خلال مدة أقصاها خمسة أيام قبل أن يتم قصفهما في المنطقة الخضراء، ونرجو ممن يسكنون قرب هاتين السفارتين إخلاء منازلهم موقتاً الى حين حسم الأمر حفاظاً على سلامتهم». وأكد مصدر في مستشارية الأمن الوطني ل «الحياة» أمس، أن «هذه التهديدات تضر بسمعة العراق كما أنها دعوة إلى التمرد ضد الدولة بكل مفاصلها، سواء الأمنية أو العسكرية، وهذا ما لا نقبله تحت أي ضغط». ولفت إلى أن «التهديد بتوجيه ضربات صاروخية الى السفارتين الأميركية والتركية محاولة لجذب انتباه الشارع العراقي والرأي العام عما يدور في المحافظات المضطربة، فضلاً عن تهميش الدور الحكومي في معالجة الأزمات». في غضون ذلك، قال الناطق باسم «عصائب أهل الحق» أحمد الكناني في تصريح الى «الحياة»: «باعتبارنا جزءاً من العملية السياسية نرى أن مثل هذه التهديدات غير منطقية والمرحلة لا تحتمل ذلك، ما يهمنا هو دحر عصابات داعش وإنهاء وجودها في العراق». وتابع: «أعتقد بأن العصائب ترجمت رفضها أعداء العراق في شكل عملي من خلال تنفيذها عمليات عسكرية نوعية في مختلف المناطق والمدن ضد داعش وهذا ما لا يمكن نكرانه».