فيما لم يطرأ أي جديد على مشهد الجلسات النيابية لانتخاب رئيس للبنان، إذ إن الجلسة التاسعة المقرر انعقادها اليوم للغاية ستلقى مصير سابقاتها، نشطت الاتصالات لإعادة تفعيل عمل مجلس الوزراء بعد الخلافات التي أثارتها ملفات الجامعة اللبنانية وتغطية الإنفاق المالي، فزار رئيس الحكومة تمام سلام رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقره، للتشاور عشية الدعوة إلى جلسة مجلس الوزراء غدا للبحث في مخرج لدفع رواتب الموظفين في القطاع العام. ودار الحديث حول المستجدات في لبنان والمنطقة، والقضايا المطروحة على صعيد الحكومة والمجلس وفي مقدمها الملفات المالية العالقة. وبعد خروج سلام من دون الإدلاء بأي تصريح، وصل إلى مقر بري وزير المال علي حسن خليل، الذي اطلع منه على أجواء اجتماعه وسلام وقال: «أي زيادة في الإنفاق تحتاج إلى قوننة وملف دفع رواتب الموظفين أدرج على جدول أعمال مجلس الوزراء، ولا رواتب إن لم يكن هناك قانون». وعن الجامعة اللبنانية قال: «يمكن إيجاد حلحلة له، وفي حال عدم الاتفاق يرحّل إلى جلسات لاحقة». وكان سلام التقى في السراي الكبيرة، الرئيس السابق ميشال سليمان الذي قال: «ناقشنا الاستحقاقات الداهمة لأن الحكم استمرارية، واليوم الحكومة هي المسؤولة وتتابع الأمور مكان رئيس الجمهورية، وعلى كل المسؤولين مساعدة الحكومة والوقوف إلى جانب رئيسها لتمكينه من القيام بمهماته وجبه الاستحقاقات في ظل الخطر المحيط بنا جميعاً». ورأى أن «مواجهة الشغور في موقع الرئاسة الأولى تكون بتطبيق الدستور، والحل بانتخاب رئيس ثم الذهاب إلى الاستحقاقات الأخرى الآتية قريباً منها انتخاب المجلس النيابي، وهذه مسؤولية كل القوى السياسية». وعن إمكان إنشائه لتيار سياسي أو حزب، قال سليمان: «إن كل شيء وارد لناحية تأسيس حركة سياسية معينة لا نعرف تسميتها بعد، وإنشاء جبهة سياسية واسعة لتطبيق إعلان بعبدا». سليمان والمشنوق وأكد سليمان «أهمية الدور التي تقوم به الأجهزة الأمنية للحفاظ على الاستقرار وتأمين أفضل سبل الوقاية من خلال الأمن الاستباقي في ظلّ التهديدات المتزايدة التي يتعرض لها لبنان بنتيجة الحرب المشتعلة في محيطه». وقال خلال استقباله وزير الداخلية نهاد المشنوق إن فاعلية الأمن تكمن في التنسيق الاحترافي وتبادل المعلومات بين كل الأجهزة، ما يضمن إحباط الكثير من العمليات الإرهابية قبل تنفيذها، وهذا ما يحتاج للمزيد من التضامن الحكومي الذي يؤمن من خلال الغطاء السياسي حُسن سير عمل الأجهزة. أما المشنوق فأوضح أنه «تشاور مع الرئيس سليمان وهو صاحب الخبرة والمسؤولية الوطنية الدائمة، واستمعت إلى نصائحه واقتراحاته وآمل في أن يتحقق ما يفكر به لأنه دائماً يفكر لصالح البلد». وأمل وزير الصحة وائل أبو فاعور بعد لقائه سليمان وتيمور جنبلاط، في أن «يحرك الموقف الأخير للرئيس سعد الحريري بعض المياه الراكدة في الاستحقاق الرئاسي». وقال: « لا أعتقد أن ردود الفعل على كلام الحريري صائبة، لأن الهدف الأساس من كلامه الخروج من حال الجمود والوصول إلى خيار توافقي في رئاسة الجمهورية». وأوضح أنّ «الجهد الذي يقوم به وليد جنبلاط ينصبّ أولاً على تسيير شؤون المؤسسات في مجلس الوزراء والمجلس النيابي»، وقال: «أبلغنا بالأمس وزير التربية وقبله الرئيس سلام قبولنا اقتراح إبقاء العميد بيار يارد في كلية الطب، مقابل عدم تمثيل الطائفة الدرزيّة في مجلس الجامعة ولو على حساب كفاءة كبرى في الجامعة، هو الدكتور فهد نصر، الذي تم انتقاؤه من ضمن آلية الاختيار في الجامعة اللبنانيّة»، مضيفاً: «نأمل بأن تساهم هذه التضحية في حل عقدة الجامعة لإطلاق عمل مجلس الوزراء».