لم يطرأ أي تطور ايجابي من شأنه أن يدفع في اتجاه مبادرة رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام الى دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد بعدما علقت جلسته الأخيرة على خلاف على تعيين عمداء الجامعة اللبنانية في ظل تمسك «جبهة النضال الوطني» برئاسة وليد جنبلاط في الإبقاء على الدكتور بيار يارد عميداً لكلية الطب في مقابل إصرار «تكتل التغيير والإصلاح» بزعامة العماد ميشال عون على تعيين بديل منه ينتمي الى «التيار الوطني الحر»، اضافة الى وجود اعتبارات أخرى تتعلق بالتعيينات المقترحة التي تتيح لعون ومعه رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين السيطرة على مجلسها وهذا ما ترفضه قوى 14 آذار وتقترح تحريره من الهيمنة. وكان موضوع دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد مدار بحث بين الرئيس سلام ووزير الصحة وائل أبو فاعور. ونقلت مصادر وزارية عن الأول قوله ان أحداً «لم يبلغنا نيته تعطيل جلسات مجلس الوزراء، لكن لا بد من تنقية الأجواء المترتبة على النقاشات التي شهدتها الجلسة السابقة، وهذا يستدعي التوافق لإعادة الإنتاجية وتفعيل دور السلطة التنفيذية»، فيما جدد أبو فاعور تمسكه بيارد عميداً لكلية الطب، كاشفاً ان «جبهة النضال الوطني» رفضت عرضاً بديلاً يقضي بتعيينه رئيساً لمجلس إدارة مستشفى بعبدا الحكومي، أو تكليفه بالوكالة عميداً لكلية الطب. وقال أبو فاعور بعد لقائه رئيس الحكومة: «اتفقنا مع الرئيس سلام على ان انتخابات رئاسة الجمهورية هي مفتاح الحلول، وكل ما ينالنا اليوم من تعطيل ومشاكل وعثرات هو نتيجة الشغور في موقع الرئاسة، والحل الوحيد هو كما دعا النائب وليد جنبلاط الى فتح باب الوفاق حول رئاسة الجمهورية، وما دمنا مستمرين في هذه المعاندة وفي الاصرار على الشروط والشروط المضادة سيستمر الشغور في موقع الرئاسة والخطر على بقية المؤسسات وعلى حياة المواطن اللبناني، لذلك آن الأوان لوقف هذا الأمر وفتح باب النقاش الفعلي، لأن ما يحصل اليوم، أن ليس هناك حراك ولا نقاش حول رئاسة الجمهورية، وما يحاول القيام به النائب جنبلاط هو مواكبة جهد الرئيس سلام لتسيير عمل المؤسسات، ان كان في المجلس النيابي او في مجلس الوزراء». وأضاف: «بالنسبة الى المجلس النيابي يسعى النائب جنبلاط للتوصل الى اتفاق على جدول أعمال يكون بالتفاهم والتشاور مع الرؤساء: نبيه بري وسعد الحريري وفؤاد السنيورة، لعقد جلسة تشريعية في المجلس وتسيير بعض القضايا الأساسية»، مشيراً الى انه «حتى اللحظة النقاش لا يزال مستمراً، والنيات طيبة والرغبات أيضا طيبة، ونأمل في وقت قريب بالتوصل الى نتيجة لهذا الأمر». ولفت الى ان «ملف الجامعة اللبنانية هو بند من بنود جدول أعمال مجلس الوزراء ومن بنود متعددة، وما تم طرحه منا كجبهة نضال وحزب تقدمي اشتراكي له علاقة بمعيار الكفاءة ولا علاقة له بشخص». وقال: « هناك عميد بنى كلية الطب في الجامعة اللبنانية، ويتمتع بكل مواصفات الكفاءة بشهادة كل الوزراء، ونحن ننصف كفاءة. لا أبحث عن موقع لشخص، وبيار يارد ليس في الحزب التقدمي الاشتراكي ولا يناصرنا بالسياسة، ننظر اليه على انه صاحب أحقية وكفاءة بالجامعة ولا خلفية سياسية لهذا الطرح وفي كل الحالات لا نية لدى أي من مكونات الحكومة تعطيل عمل الحكومة». الى ذلك لفت الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي، بعد لقائه الرئيس ميشال سليمان، إلى أن «الحل بانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن لمتابعة عمل المؤسسات كاملة». وفي هذا الاطار قال وزير الزراعة أكرم شهيب خلال زيارته البطريرك الماروني بشارة الراعي في الديمان: «كانت جولة أفق سياسية تتعلق بموضوع تفعيل المؤسسات وضرورة إنهاء الشغور في موقع رأس الدولة حماية للاستقرار والأمن واستمرار تفعيل عمل المؤسسات».