نقل البطريرك الماروني بشارة الراعي عن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني «حرصه ألا تصل أبداً أي أنظمة متشددة ومتعصبة ومنغلقة إلى العالم العربي، هذا ما يرفضه رفضاً قاطعاً، وما يعلنه جهاراً، ويقول إن ما من خلاص للشعوب إلا بالديموقراطية بكل مفاهيمها الحقيقية». وكان أمير قطر استقبل الراعي في مكتبه في الديوان الأميري أمس في حضور رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية عبد الله بن حمد العطية. وتزامن موعد اللقاء مع وجود المبعوث الدولي العربي في شأن الملف السوري كوفي أنان في الديوان الأميري فصافح البطريرك الذي تمنى له «التوفيق والنجاح في مهمته الدقيقة والصعبة». وشدد الراعي عقب لقائه أمير قطر على «أهمية الدور الذي يلعبه لبنان في الظروف الصعبة التي يمر بها العالم العربي، وقال: «علينا كلبنانيين أن نلعب دوراً كبيراً، وليس المطلوب منا أي دور عسكري أو غيره». وأضاف أن «أمير قطر يهمه استقرار لبنان ونموه وازدهاره بما يمثله في العالم العربي من قيمة من خلال تركيبته، ومن خلال العيش الواحد المشترك، ومن خلال ديموقراطيته وانفتاحه على الشرق والغرب، وهذه هي من أولى اهتماماته التي لمسناها، وكم هو مؤمن اليوم بالديموقراطية التي يقول إنها وحدها الحل لكل شؤون الشعوب»، وقال: «عندما نقول ديموقراطية يعني أننا نحترم حرية الرأي ونحترم الآخر، ونحب أن يعيش الناس بعيداً من العنف والتشدد، والأنظمة الأحادية لا مكان لها في هذا العالم الذي يمشي نحو الديموقراطية». وأوضح أن «الأمير عبر عن جهوده المبذولة في هذا السياق في العالم العربي، وما يجري في سورية اليوم، والهم الذي يحمله نتيجة العنف الذي يدور معتبراً أنه نوع من الإبادات المتبادلة وآسفا عليها»، وتابع إن «الأمير لا يوفر أي عمل مع أصحاب المبادرات الطيبة كي يكون هناك حل سلمي مريح وتدخل الديموقراطية إلى هذه البلدان العربية، ويعتبر أن مهمة كوفي أنان يجب أن تنجح بإيجاد آلية حلول تنفيذية لما تقرر سابقاً». وأشار الراعي إلى «لقاء مهم جداً مع رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وتحدثنا عن الموضوع نفسه». وقال: «نحن فخورون كلبنانيين أن نجد في هذا البلد العزيز استعداداً كاملاً للتعاون، لكن علينا أيضاً أن نهتم بالسلام الذي يعنينا في هذا الشرق، وأن يتعايش الناس ويلتقوا واضعين جانباً الأمور السلبية».