كشف قيادي في حركة «حماس» عن اتصالات مكثّفة تجريها مصر وأطراف دولية لوقف اطلاق النار وتثبيت التهدئة في قطاع غزة في أعقاب التصعيد الاسرائيلي الذي بدأ عصر الجمعة الماضي باغتيال الأمين العام ل «لجان المقاومة الشعبية» زهير القيسي وأحد كبار مساعديه محمود حنني في شكل مفاجئ، في وقت سقط خمسة شهداء امس ليرتفع العدد الاجمالي الى 23 شهيداً منذ الجمعة. وقال النائب عن «كتلة التغيير والإصلاح» البرلمانية التابعة ل «حماس» يونس الأسطل، إن «المخابرات المصرية دخلت على خط الوساطة للوصول إلى تهدئة بأي شكل من الأشكال، وعرضت على الحكومة الفلسطينية إمداد غزة بالوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء وإعادة الحياة إلى حركة المواصلات والمصانع في مقابل الحصول على تهدئة ميدانية في القطاع». وأضاف أن «رد الحكومة كان واضحاً بأن من بدأ في العدوان هو من عليه التوقف عنه، وعليه التراجع». وأوضح الأسطل خلال وقفة تضامنية نظمتها الكتلة الإسلامية في كلية العلوم والتكنولوجيا أمس، أن «المبعوث الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام روبرت سيري، اتصل أخيراً بالقيادي في حماس محمود الزهار وعرض عليه تهدئة متبادلة مع الاحتلال الإسرائيلي، وأن الأخير أجابه بأن من بدأ التصعيد عليه وقفه ووقف كل أشكال الاعتداء على أبناء شعبنا، ومن ثم تقرر المقاومة وقف صواريخها عن البلدات الصهيونية المتاخمة للقطاع». وأكد مصدر أممي في غزة ل «الحياة»، أن «مكتب سيري أجرى اتصالات مع قيادي آخر في حماس وليس مع الزهار من أجل إعادة تثبيت التهدئة»، مشيراً الى أن «مصر تلعب الدور الرئيس في التهدئة فيما تعمل الأممالمتحدة على دعم الدور المصري ومساندته». ولفت الى أن «مصر كانت تحاول الوصول الى تهدئة تبدأ عند منتصف ليل الأحد-الإثنين، إلا أن القصف الاسرائيلي لمنزل في جباليا حال دون ذلك». واعتبر أن «الظروف الآنية لا تساعد في التوصل الى تهدئة، خصوصاً بعد استهداف اسرائيل المنازل». في هذه الأثناء، قال المستشار السياسي لرئيس الحكومة في غزة يوسف رزقة، إن «مصر ما زالت تحاول إعادة تفعيل التهدئة ووقف العدوان الإسرائيلي المتواصل» على القطاع. واعتبر أن «الأمور لا تزال غير ناضجة بالتمام والكمال حتى يمكن الحديث في موضوع التهدئة التي لها استحقاقات ومتطلبات». «سرايا القدس» من جهتها، أعلنت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية ل «الجهاد الإسلامي» امس «عدم التزامها أي تهدئة مع العدو تخضع لشروطه المجحفة، وتستبيح دماء شعبنا»، وغمزت خلال مؤتمر صحافي عقده مسلحون ملثمون في غزة، من قناة «حماس» من دون أن تذكرها بالاسم. وقال مسلح ملثم إن على «الذين يلهثون وراء أي تهدئة أياً كانت شروطها من الأطراف المختلفة، توجيه رسائلهم الى العدو وليس الى المقاومة، فلا تهدئة بعد اليوم إلا بشروط المقاومة صاحبة الكلمة العليا في الميدان». وأكد «استمرار خيار الجهاد والمقاومة كخيار أمثل ووحيد في مواجهة الغطرسة الصهيونية حتى لو تخلى الجميع عنا وبقينا في الساحة وحدنا»، في اشارة الى «حماس». وحذر «قادة العدو» من «مغبة اختبار صبرها إلى ما لا نهاية، لأن صبر السرايا إذا نفد سينقلب ناراً ودماراً عليهم»، داعياً «المغتصبين الصهاينة الى توطين (التعود) أنفسهم على البقاء في الملاجئ ومواسير الصرف الصحي لأطول فترة ممكنة، وألا يعتمدوا على تصريحات قادتهم التي ستودي بهم إلى الهلاك لا محالة». وقال إن السرايا أطلقت منذ الجمعة «180 صاروخاً وقذيفة، من بينها 80 صاروخ غراد، ومئة صاروخ محلي من طراز قدس وقذائف هاون من عيارات مختلفة وصواريخ موجهة من طراز 107». خمسة شهداء جدد ميدانياً، استشهد محمد الحسوني (65 عاماً)، وابنته فايزة محمد (30 عاماًً)، بعدما استهدفتهما طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار قرب مدرسة تل الزعتر في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع. واضاف «ان الفتى نايف قرموط (15 عاماً) استشهد وأصيب ستة فتية آخرون جميعهم من طلاب المدرسة. واوضح ان «رأفت ابو عيد وحمادة ابو مطلق، وهما في الرابعة والعشرين من العمر، قتلا قرب مدينة خان يونس جنوب القطاع، فيما اصيب اثنان آخران بجروح في غارة جديدة شنها الطيران الاسرائيلي». وتابع أن التصعيد يرفع عدد شهداء أمس إلى خمسة، وإجمالي العدد منذ الجمعة الى 23 شهيداً وأكثر من 100 جريح. وقالت مصادر طبية إن من بين الشهداء ثلاثة أطفال وأربعة مسنين وإمرأة، وأن من بين الجرحى 27 طفلاً و13 فتاة وامرأة. وواصلت طائرات الاحتلال أمس شن غاراتها على مناطق مختلفة في القطاع، استهدفت إحداها منزلاً شرق مخيم جباليا أدى الى اصابة نحو 50 فلسطينياً بجروح متفاوتة.