تواصلت أمس الغارات الإسرائيلية على غزة لترتفع حصيلتها إلى 15 شهيداً وأكثر من 20 جريحاً، معظمهم من ناشطي «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي». وردت الأجنحة العسكرية التابعة لعدد من الفصائل بإطلاق عشرات الصواريخ على مدن إسرائيلية سقط بعضها على مدينتي أسدود وبئر السبع من دون خسائر. وأطلقت قوات الاحتلال النار على مشيعين أمس في مقبرة الشهداء شرق مدينة غزة فجرحت أربعة منهم. وركزت سلسلة الغارات أمس على ناشطي «الجهاد الإسلامي» غداة اغتيال الأمين العام ل «لجان المقاومة الشعبية» زهير القيسي والقيادي في اللجان محمود حنني. وشنت طائرات إسرائيلية أكثر من 18 غارة خلال الساعات التي تلت اغتيالهما، سقط فيها عشرة من ناشطي «الجهاد الإسلامي» حتى مساء أمس. وحملت حركة «حماس» سلطات الاحتلال «المسؤولية عن التصعيد»، مؤكدة حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه. ودعت البرلمان المصري والأحزاب والقوى الشعبية والشبابية في مصر إلى «التحرك العاجل لإنهاء معاناة غزة التي اجتمع عليها ظلام العدوان وظلام الحصار»، معتبرة أن «مصر الثورة أمام مسؤولية تاريخية لأنه من غير المناسب أن تُسَلم غزة للاحتلال يغرقها في الظلام والدماء في ظل استمرار حال الصمت غير المبرر». من جهتها، أكدت «سرايا القدس» أن «التصعيد المفاجئ استهدف عناصر سرايا القدس وهم في أماكن عامة وليسوا في أماكن المقاومة»، مرجحة أن «الاحتلال يسعى إلى جر المنطقة إلى تصعيد». وتوعدت بأن «المقاومة ستلقن الاحتلال درساً قاسياً ولن تقف مكتوفة الأيدي»، مشيرة إلى أنها استخدمت راجمة صواريخ محمولة على سيارة رباعية الدفع للرد على الغارات. واعتبرت أن هذا «يُثبت قدرة المقاومة على العمل تحت أي ظروف، وإيصال رسائلها وصواريخها إلى قلب العمق الإسرائيلي». في المقابل، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر عسكرية إسرائيلية أن الصواريخ الفلسطينية أسفرت عن جرح أربعة اشخاص أحدهم إصابته خطرة. واوضحت وسائل إعلام إسرائيلية أن ثلاثة من المصابين هم عمال تايلانديون يعملون في مزرعة قرب الحدود مع القطاع. وبرر الجيش الإسرائيلي الغارات بأنها استهداف ل «خلية ارهابية» كانت تخطط لإطلاق صواريخ. وقال إن القيسي «كان أحد القيادات التي خططت وقامت بتمويل وتوجيه» الهجمات التي شنت من سيناء على حدود جنوب اسرائيل في آب (أغسطس) الماضي. ودانت الرئاسة الفلسطينية التصعيد. وقالت في بيان رسمي إن «هذا التصعيد الإسرائيلي يخلق مناخاً سلبياً، ويوتر الأجواء مما يؤدي إلى تصاعد دوامة العنف في المنطقة»، فيما عبر الاتحاد الأوروبي أمس عن قلقه ودعا الأطراف كافة إلى «تجنب استمرار التصعيد» و «إعادة الهدوء». واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، وفق بيان لوزارته ان «الجيش الاسرائيلي سيضرب من يخططون لمهاجمة المدنيين الاسرائيليين»، معتبرا ان اعمال العنف «قد تستمر على الاقل يوما او يومين». واضاف باراك: «في موازاة ذلك، سنواصل تحسين قدرات بطاريات الدرع الحديد بحيث تعترض على ارتفاع اكبر صواريخ غراد التي اطلقت على اسرائيل منذ الجمعة». واوضح ان هذه البطاريات التي نشرت حول قطاع غزة تدخلت ثلاثين مرة وتمكنت من تدمير 27 صاروخا. كما اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان ان بطاريات جديدة سيتم نشرها دفاعا عن جنوب اسرائيل. من جهته، صرح وزير الدفاع المدني الاسرائيلي ماتان فيلناي لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان الدولة العبرية ليست في وارد شن هجوم بري واسع النطاق على قطاع غزة.