ما إن تسلم مضر لطيف (21 عاماً) نتيجة الامتحان نهاية حزيران (يونيو) الماضي وتأكد من نجاحه وعبوره الى المرحلة الرابعة في كلية اللغات حتى التحق بفرصة عمل موسمي حصل عليها من طريق احد مكاتب تشغيل الشباب اثناء العطلة الصيفية. مضر اعتاد على العمل في العطلة الصيفية منذ عامين بعدما اقدم احد مكاتب اتحاد الطلبة في الجامعة التي يدرس فيها على تسجيل اسماء طلاب الجامعات الراغبين بالعمل اثناء العطلة فوجد في الفكرة فرصة لقضاء الصيف في عمل نافع وسجل اسمه مع مجموعة من اصدقائه. ويقول: «في اول عام عملنا في تنظيف الشوارع مقابل 250 دولاراً شهرياً وكانت تجربة رائعة حيث عشنا ثلاثة اشهر حياة عامل التنظيف، بكل جوانبها الجميلة والمؤلمة. وكنا نفعل كل شيء مثلما يفعلونه هم. فكنا نبدأ التنظيف في وقت مبكر من الصباح وننتهي بعد منتصف النهار ثم نذهب مع العمال للاستحمام في الهواء الطلق في نهر دجلة». مضر استفاد من تلك التجربة في مسألتين مهمتين، كما يقول: الاولى انه «عاش تجربة فريدة من نوعها» وتعرف الى الحياة التي يعيشها عمال التنظيف في بغداد، والثانية انه «جمع مبلغاً من المال لسد نفقاته» ما جعله يستغني عن أخذ مصروفه من والده مثل كل عام فضلاً عن الوقت الممتع الذي قضاه مع اصدقائه. حسن رشيد (20 عاماً) طالب جامعي آخر مر بتجربة مشابهة عندما وجد له احد مكاتب التشغيل فرصة عمل في احد افران الخبز بأجر يومي يصل الى 10 دولارت حتى أنه استمر في العمل في ذلك الفرن بعد انتهاء الدوام الجامعي. ويقول حسن انه في اليوم الاول للعمل حضر الى الفرن بكامل هندامه وأناقته متوقعاً انه سيشرف على الحسابات كونه جامعياً، لكن صاحب الفرن طلب منه ان يخلع ملابسه ومنحه ملابس قديمة ليباشر العمل بها مثله مثل بقية العمال. في البداية لم يستسغ حسن الفكرة وأخذ يقلب الملابس بين يديه ويشم رائحتها كونه لم يتوقع ان يكون في موقف كهذا في اول يوم عمل له، لكنه رضخ في النهاية الى اوامر صاحب الفرن وارتداها وباشر العمل في صنع اقراص العجين بعدما تعلمها من احد العاملين. ويقول: «كان اليوم الاول صعباً لكنني تجاوزته بسلام ثم اصبح صاحب الفرن صديقي لاحقاً وطلب مني ان اواصل العمل معه في الفرن حتى بعد عودتي الى الدراسة». وتحفل فرص عمل الشباب الجامعي بطرائف وتجارب كثيرة، لا سيما تلك الاعمال التي يحصلون عليها من مكاتب تشغيل الشباب في الجامعات، والتي غالباً ما تستقطب الفتيان اكثر من الفتيات اللواتي يرفضن الانخراط في اعمال لا يجدنها او تلك التي تحط من قيمة الطالب الجامعي وفق مفهوم بعض منهن. ويقول عمر زيدان احد اعضاء اتحاد الطلبة في كلية العلوم في جامعة بغداد ان فكرة تشغيل الشباب من الاتحادات الطلابية انطلقت منذ اكثر من ثلاثة اعوام لايجاد فرص عمل تساعدهم في توفير مصاريف الدراسة واطلاعهم على مختلف التجارب في العمل. ويؤكد عمر ان غالبية فرص العمل الصيفية يتم توفيرها بالاتفاق مع الاتحادات والنقابات والوزارات والدوائر الحكومية حيث يتم تسجيل اسماء الطلبة الراغبين في العمل اثناء العطلة الصيفية قبل شهر واحد من بدء الامتحانات النهائية في الجامعات ليتسنى لتلك الدوائر توزيعهم على مواقع العمل.